قدم البروفيسور الهندي “إس . دي . كارنيك”نائب رئيس جامعة مومبي في ملتقى الأدب ضمن فعاليات المعرض محاضرة عنوانها (قراءة في كتب الحاكم) ضمن عنوان رئيس هو (المؤرخ الشهير) وقدمه فيها الدكتور عمر عبدالعزيز الذي أشار إلى الفضاء المعرفي لكتب ومؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لتتجاوز المسرح والأدب نحو التاريخ منذ أن خط رسالة الدكتوراه حول المنطقة وأتبعها بدراسات أخرى في تاريخ الجزيرة العربية، هذه المؤلفات التي ترجمت إلى لغات عديدة، وأصبحت تشكل مرجعاً مهماً للدارسين والباحثين .بدأ د . كارنيك بالتعريف بصاحب السمو حاكم الشارقة بوصفه الحاكم الخامس عشر لإمارة الشارقة التي حكمها القواسم منذ عام 1630 ميلادية، حيث اختارته عائلة القاسمي في 25 يناير/كانون الثاني ،1972 وكان عمره 32 عاماً، في ذلك الوقت كان سموه يعهد بحقيبة وزارة التعليم في الحكومة الجديدة للإمارات في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 1971 .تناول د . كارنيك أولاً كتابي “سرد الذات”و”حديث الذاكرة”الذي يروي عن نشاطه ضد الحكم الاستعماري والسيطرة البريطانية على الخليج العربي، وشارك سموه في هذا الشأن رغبة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، رحمه الله، في قيام اتحاد إماراتي قوي، وكذلك وحدة عربية من المحيط إلى الخليج، لذا فقد كان على وفاق تام وتماهٍ مع العبارة الشهيرة للشيخ زايد “إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي”في إشارة إلى المرحلة التي بلغ فيها الصراع الفلسطيني والصهيوني ذروته، وهكذا، فقد كان سموه غالباً ما يوجه نحو المصلحة والوحدة العربية، وليس بمستغرب في هذا السياق، توجيهه بتأسيس شركة الطيران التي تحمل اسم “طيران العربية”في إمارة الشارقة .أشار د . كارنيك إلى كتاب “أسطورة القرصنة العربية في الخليج”والنسخة الجديدة من كتاب سموه “القواسم والعدوان البريطاني”الذي يفند أسطورة القرصنة هذه ويرجعها لأسباب تجارية محضة قامت بها شركة الهند الشرقية، والكتاب ترجم إلى لغات عديدة وصدرت منه نسخ كثيرة، وهو مرجع مهم في الجامعات العالمية .ولقيت كتب سموه بحسب د . كارنيك الكثير من الإعجاب وكتبت حولها أبحاث متعددة، وهو ما يزال يواصل الكتابة والتأليف في شتى صنوف المعرفة حيث أصدر حتى اليوم نحو 35 كتاباً سيما في مجال التاريخ العربي .وتقديراً لإسهامات سموه فقد أصبح أستاذاً زائراً في كثير من الجامعات مثل القاهرة واكستر، وتم تكريمه بانتخابه رئيساً للهيئة الإسلامية الدولية لتاريخ العلوم، كما منح الوسام الذهبي من قبل مركز أبحاث التاريخ الإسلامي للثقافة والفنون، وقبل فترة وجيزة تم تكريم سموه بمنحه جائزة الشيخ سلمان بن عبدالعزيز في مجال الدراسات والأبحاث التاريخية عن شبه الجزيرة العربية .وتطرق د . كارنيك لتوجيهات سموه بتأسيس “مركز سلطان القاسمي لدراسات الخليج”في 2007 بجوار جامعة الشارقة، التي تمد الباحثين بمختلف الوثائق والأبحاث المتخصصة، منوها بما ورد عن سموه أثناء حفل الافتتاح، واشتمال هذا المركز على مجموعة كبيرة من الخرائط الأصلية وليست المصورة التي جمعها سموه شخصياً خلال 25 عاماً، كما أشار إلى قاعدة بيانات وإجراءات ميسرة تمكن الزائرين والباحثين من الحصول على المعلومات وصور الخرائط مجاناً .وأشار د . كارنيك إلى المكتبة الغنية للمركز وتضم كتباً نادرة حول تاريخ المنطقة، وهذا المركز يمثل وديعة معرفية صنعها صاحب السمو حاكم الشارقة، وهو الذي يعد زائراً منتظماً للمكتبة الفرنسية الوطنية في باريس، وغيرها من المكتبات العالمية في الهند وبريطانيا فضلاً عن المؤسسات العالمية المشابهة في مختلف مناطق العالم .في نهاية حديثه عبر د . كارنيك عن فخره بكونه أول من أشار إلى تلك الحصيلة المعرفية من الكتب والوثائق من الأرشيف الهندي، التي استخدمها صاحب السمو حاكم الشارقة في الكثير من كتاباته ودراساته التي نشرت تحت عناوين تاريخية متعددة، هذه الوثائق التي تربو على مليون ونصف المليون صفحة، وهي متاحة أمام كثير من الباحثين . ( الخليج 12231 )
نشر في الخليج 12231 بتاريخ 2012/11/13
أضف تعليقاً