قرأت “بترا كروسل”“شهادات الراحل وتمان«، التي تعرض فيها شهادات ورسائل والدها المهندس وتمان الذي عاش في الشارقة في ستينات القرن الماضي، ومات فيها عام ،1968 في ندوة خصصت لذلك ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب، وأدار الندوة الدكتور عمر عبدالعزيز، رئيس قسم الدراسات والأبحاث في دائرة الثقافة والإعلام، الذي أوضح أن “الكتاب يؤرخ للشارقة أو لمرحلة من تاريخها بشهادة من المهندس وتمان، ويعد صورة فوتوغرافية نادرة لا تخلو من الحنين إلى الماضي، وتتضمن شهادات مهمة عن تلك الأيام، خصوصاً ان وتمان أسهم في بدايات تشكيل البنية التحتية في الشارقة، وهو وثيقة من وثائق التدوين فيها عبقرية التفاصيل”. كما كتب في مقدمة الكتاب، أن كتاب بترا يعتبر شهادات على الأيام الأولى في نهضة إمارة الشارقة، إنها شهادات بيرنارد وتمان، المهندس الألماني الذي تجول في مرابع الشارقة، وأسهم في تباشير تحولاتها، وخط مع زملائه دروب المروج الخُضر، ليكون شاهداً على الحال، رائياً لما بعد، ثم خط بقلمه سطوراً مضيئة عن المكان وأهله والزمان ومتوالياته .وتحدثت بترا كروسل بداية عن أول رسالة وصلت من والدها لها ولوالدتها، حيث كتب لهما أنه أتى إلى الجنة، وأنه وصل إلى “المكان الذي سنعود كلنا له ونقضي بقية عمرنا فيه«، مشيرة إلى أنه “مات في الشارقة بسبب أزمة قلبية”. ولفتت إلى أن المهندس وتمان كان مسؤولاً عن مشروع ميناء خالد، حيث أقام في الشارقة بين عامي 1964 و1968 إلى أن اكتمل المشروع، وكان يداوم على كتابة الرسائل إلى زوجته وابنته في ألمانيا، وبعدما التحقت به زوجته في الشارقة، تولت هي كتابة الرسائل إلى ابنتهما “بترا”قبل أن تلتحق الأخيرة بهما أيضاً . موضحة أن “والدي كان يكتب بطريقة متخصصة ودقيقة، حيث يشرح لنا كل صغيرة وكبيرة في عمله وتفاصيله وفي مختلف شؤون وجوانب الحياة”.ولفتت إلى أنه “عندما جاء والدي إلى الشارقة لم تكن لديه الرغبة في العيش والعمل في الدول العربية، خصوصاً أنه سبق أن زار كردستان العراق قبل الشارقة«، وقالت إن “أول زيارة لوالدي للشارقة كانت في أغسطس/آب وهو شهر حار جداً، وليس الشهر المناسب لزيارة الإمارات«، ولفتت إلى أن “بعض الرسائل التي أرسلتها لوالدي لم تصله لأنه كان هناك خطأ بسيط في العنوان الذي أكتبه، وقد أنبني على ارتكابي ذلك الخطأ في البسيط العنوان الذي حرمه الرسائل فترة من الزمن”.وأشارت إلى “أنني حضرت للمرة الأولى إلى الشارقة بعد ان انتهيت من دراستي الجامعية عام 1967 ومن ثم سافرنا جميعاً إلى ألمانيا، وهاجرت بعدها إلى أمريكا لمدة عشر سنوات«، لافتة إلى أن “أمي لم تعد مع والدي إلى الشارقة وندمت فيما بعد”. وتابعت: “كان عندي إحساس دائم بأني سأعود لزيارة الشارقة لزيارة قبر والدي على الأقل”. وفي زيارتها الاولى بعد غربتها في أمريكا عشر سنوات عادت إلى زيارة الشارقة، وعلى الفور زارت المقبرة وزارت ميناء خالد وزارت أحد البيوت الإماراتية في المنطقة نفسها التي كان يسكن فيها والدها وجاء رجل متقدم في السن، وبالمحصلة تمكن من التعرف إليها من ملامحها، قائلاً لها أنت تشبهين أحداً ما أعرفه وبعد أن عرفته بنفسها عرف أنها ابنة صديقه وتمان، وتحدثت “بترا”في كتابها عن رمضان وسلوك الناس هنا، وكيف تختلف الحياة بكثير من تفاصيلها وملامحها في رمضان”. ( الخليج 12233 )
نشر في الخليج 12233 بتاريخ 2012/11/15
أضف تعليقاً