ضمن فعاليات الجناح المصري المشارك في معرض الشارقة للكتاب عقدت في مقهى ريش في مركز إكسبو جلسة مع الكاتب المصري الدكتور محمد جبريل تحدث فيها عن تجربته الروائية وأدار الجلسة الدكتور أسامة أبو طالب .بدأ د . جبريل حديثه بالإشارة إلى شغفه بالقراءة وهو طفل وساعده على ذلك مكتبة والده التي كانت تعج بالكتب من لغات أجنبية متعددة مع قليل من الكتب العربية، حيث أكد د . جبريل أنه كان يقرأ كثيراً ولا يستوعب ما يقرأه، ومع ذلك يواصل القراءة حتى غدت شغله الشاغل وعنصراً بالغ التأثير في حياته .وقال إنه كان يكتب في إحدى كراريسه كل العبارات التي تستهويه من المنفلوطي أو العقاد أو طه حسين أو عبد الحليم عبد الله وغيرهم، فقد تشجع على كتابة أول رواية له وأسماها “أسوار”وجاءت في 14 صفحة، تلك الرواية التي طبعها في ما بعد، ولأن بيت والده كان مطلاً على البحر في مدينة الإسكندرية حيث الحياة اليومية التي تعج بمختلف النشاطات البحرية من صيد وغوص وتجارة واستجمام على الشواطىء، فضلاً عن مظاهر الحياة الروحية من موالد وأدعية وذكر، فقد شجعته هذه البيئة لكي يتأمل في ما حوله وهنا، قام باصدار رواية ثانية تحت عنوان (تلك اللحظة) في ،1970 التي وصفها بأنها أقرب إلى القصة القصيرة، ويتابع د . جبريل مستعرضاً تفاصيل حياته العملية التي بدأت فعليا سنة 1959 محرراً بجريدة “الجمهورية«، ومن ثم عمل في جريدة المساء، وفي الفترة من يناير/كانون الثاني 1968 عمل محرراً في مجلة “الإصلاح الاجتماعي”التي كانت تعنى بالقضايا الثقافية ثم عمل رئيساً لتحرير جريدة “الوطن”في سلطنة عمان .وجاء د . جبريل على كثير من التفاصيل والجزئيات والأعلام الذين عاصرهم واستفاد من خبراتهم مثل سعد وهبه، وعبدالفتاح الجمل، وعبدالفتاح كمال ليخلص إلى جملة من الملاحظات المهمة ومنها تركيزه على تلك القصص التي تدور في فلك وواقع المجتمع الذي يتحرك فيه ويتفاعل معه، حتى إنه كتب دراسة أسماها “القصة والمجتمع«، أما عن نهجه في الكتابة لاسيما الروائية والقصصية فقد لجأ د . جبريل إلى تقنية جديدة تستفيد من كل المنجزات الأدبية والفنية .كما تحدث د . جبريل عن تبلور مشروعه الابداعي ولخصه في عبارة مختصرة هي: “العبير عن فلسفة حياة”حيث يخلص لهذه الجزئية، في كل ما يكتب، كما نوه بفكرة المقاومة من خلال الأدب، وهي فكرة لا تعني حمل السلاح بكل تأكيد بمثل ما تعني تبني كل ما يسيء للعملية الإبداعية من مباشرة أو تقريرية ومناقشة الموضوعات بحرية وقبول الرأي الآخر بمثل ما تنسحب هذه الفكرة على مقاومة رفض الإرادة وسلب الأرض ومحاربة البشاعة بكل أشكالها . ( الخليج 12233 )
نشر في الخليج 12233 بتاريخ 2012/11/15
أضف تعليقاً