كتاب يرصدون علاقة التاريخ بالسرد : في ختام البرنامج الفكري والثقافي لمعرض الشارقة الدوري للكتاب، احتضن ملتقى الكتاب ندوة حوارية بعنوان “سردُ المعرفة التاريخية”، بمشاركة كل من فيصل دراج، محمد عبدالوهاب، نور الدين الصغير، وإدارة محمد مؤنس .تطرق فيصل دراج إلى الحديث عن الفرق بين الروايات التاريخية للواقعة نفسها، وذكّر بكتابه “الرواية وتأويل التاريخ”، ثم أشار إلى أنه استطاع التعرف إلى التاريخ في الرواية بطريقة أكثر دقة، ووصف الروائيين بأنهم يؤرخون منمنمات الحياة اليومية التي تشكل تفاصيل تتراكب لتعطي الصورة المتكاملة الوافية عن الحياة الحقيقية للمرحلة المُعالَجة .وأشار “دراج” إلى أن التاريخ علم نسبي، وأنه عبارة عن مجموعة من الفرضيات، وأشار إلى أن تعامل الكاتب مع الأحداث بناء على رؤاه الذاتية مرفوض، لأنه قد يسرّب إليها جوانب من ذاته من دون أن يشعر بذلك، وتحدث عن التصور التقدمي للتاريخ، وذكر أن التاريخ يمضي بالبشر إلى مصب فاضل يعيش فيه البشر بكرامة كبرى .المؤرخ محمد عبدالوهاب، المتخصص في العلاقات المصرية - الأمريكية، تناول في حديثه تجربته في العمل البحثي التاريخي، وأوضح أن عمله انصب على استجلاء الوقائع التاريخية، ورواية الحوادث وتحليلها من وجهة نظره كمصري عربي مسلم إفريقي، وعد ذلك ثراء لشخصيته . كما أوضح أن الرؤية تختلف بحسب طبيعة الشخص، وأنه لابد من التعرف إلى سيرة كاتب التاريخ، وختم بأن المؤرخ يجب ألا يكون أسيراً لأفكاره وأن عليه رؤية الأمور بشكل كامل .في الورقة الأخيرة بدأ الدكتور “نور الدين الصغير” بمقولة التوحيدي: “الحيلة في ترك الحيل والقول على القول صعب”، ثم انتقل إلى تفكيك العنوان منطقياً، والتعامل مع الإشكالية منهجياً، وذكر أن هناك إشكالية التاريخ كموضوع معرفة، وكحامل معرفة، وكموصل معرفة، وانتقل إلى السرد، ووصفه بأنه هو الحياة، مستشهداً بمقولة لرولان بارت . ونقل مقولة إن التاريخ تأصيل للقيمة الأخلاقية التي تصنع الحضارة . وذكر أن ابن خلدون أصّل فلسفة التاريخ لكنه لم يضع لها القوانين والقواعد، حتى جاءت فلسفة العلوم في القرن الثامن عشر . وأشار إلى بعض الآراء التي تقول إن التاريخ لا يقرأ إلا عبر الوثيقة، وإلى آراء أخرى تقول إن الوثيقة قد تحرف في بعض الأحيان . ( الخليج 12237 )
نشر في الخليج 12237 بتاريخ 2012/11/19
أضف تعليقاً