في قلب دبي، يدهشك ذلك الوعي الكبير الذي يمتلكه المجتمع، فهو شريك أساسي في نجاح كل مبادرة، وها هن سيدات من دبي يواكبن تطلعات الإمارات لغد أفضل، ويسِرن جنباً إلى جنب مع مبادرة «عام 2016.. عام القراءة» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مدركات أهمية الدور الذي يلعبنه في تحويل المستحيل إلى واقع، لتصبح القراءة عادة يومية يمارسها الكبير والصغير.من مواقع التواصل الاجتماعي، انطلقت 3 سيدات في تحدٍّ ثقافي أواخر شهر نوفمبر 2015، سمّينه «دارة القراء»، ليصل عددهن اليوم إلى 600 سيدة التحقن بالصفحات الخاصة بها، عانقن اللغة العربية، وانتقين من مكتبتها كتباً أضافت الكثير لمسيرة الأدب، يتشاركن قراءتها ويعقدن لقاءات حوارية في مناطق عامة مختلفة داخل دبي، حيث يتم تناول الكتب المعتمدة للنقاش من مختلف الجوانب، ليخرجن في النهاية بفائدة كبيرة، ويستمعن لآراء بعضهن، وتضيف كل منهن للأخرى.«البيان» تواصلت مع صاحبات الفكرة والعضوات المشاركات في «دارة القراء»، ليتحدثن عنها، إذ أكدت خاتمة الكيلاني، مُحاضرة جامعية، أن القراءة تنمي الفكر وتوسع الأفق، وقالت: انطلقت فكرة إنشاء «دارة القراء» من رغبتنا كسيدات عربيات في دعم مبادرات القراءة في دولة الإمارات، وتعزيز ثقافة القراءة في المجتمع، وترسيخ حضور اللغة العربية، وبدأنا بعمل تصويت للكتب، نختار بناءً عليه ما نتفق على قراءته، لنلتقي بعد أسبوعين في حلقة نقاشية، نحلل ونستعرض من خلالها أهم ما جاء في الكتاب المقروء، وقد ساهم ذلك في زيادة إقبال السيدات على القراءة، كما أننا نقف إلى جانب زميلاتنا اللواتي لا يتقنَّ اللغة العربية، وندعمهن ونجيب على تساؤلاتهن، ما يعزز مهاراتهن وخبراتهن.وذكرت الكيلاني أن «دارة القراء» تدعم توجه الدولة في جعل 2016 عاماً للقراءة، وقالت: القراءة جمعتنا، ونحرص في اختياراتنا على أن تكون الكتب ذات جودة عالية، ما يثري معلوماتنا وثقافتنا، وقد نجحنا في الوصول إلى الطبقة النسائية القارئة، وحين نلتقي، يدور بيننا نقاش راقٍ ومنطقي، ما يوسع مداركنا، ويجعلنا ننظر لأي أمر من عدة جهات.وها هن السيدات قد أنهين ما يقارب من 6 كتب حتى الآن، ويقلِّبن في الوقت الحالي صفحات رواية «مئة عام من العزلة»، مؤكدات بخياراتهن المتميزة للكتب حرصهن على الاستفادة من أهم الكتب تأثيراً في مسيرة الأدب.وتحدثت هدى خريم، أخصائي أول في إدارة الأداء المؤسسي في مؤسسة مواصلات الإمارات، عن أهمية وجود الفريق في تحقيق الأهداف، وقالت: نحن مجموعة من السيدات نمتلك الشغف بالقراءة، ولكن ظروف الحياة قد تشغلنا بعض الوقت عن الكتاب، ولذا قررنا أن ننشئ «دارة القراء»، لأن فريق العمل يدعم تحقيق الأهداف بصورة أفضل، وبالفعل، ساعدنا ذلك على الاستفادة قدر الإمكان في التركيز على القراءة، وساهم تبادل الآراء في إثراء خبراتنا، وتعزيز حضور اللغة العربية لدى العضوات المشاركات، على اختلاف خلفياتهن الثقافية.وأشارت هدى إلى أن «دارة القراء» تنتقي أجود الكتب، للارتقاء بالثقافة وبالعضوات المشاركات، وتشترط تجنب كل ما يمكن أن يؤدي إلى نزاعات سياسية أو طائفية.وتمتلك هدى شغف الكتابة والتحليل، ولذا تقوم بعد قراءتها بكتابة نبذة حول الكتاب المقروء، كما تتواصل مع الكُتَّاب لتحقيق أقصى استفادة، وتعرضه أمام زميلاتها، ما ينعكس بالتالي على تجربتهن التي تسعى هدى إلى إثرائها بشتى الوسائل.وعبرت لمى عمران، أخصائي تفتيش مباني رئيسي في بلدية دبي، عن سعادتها بالانضمام لـ«دارة القراء»، لافتة إلى أهمية القراءة ودورها في تنمية وتوسيع المدارك، وقالت: لم أتردد للحظة في الانضمام لـ«دارة القراء»، وشعرت بسعادة غامرة لمشاركة ما أقرأ مع زميلات على مستوى عالٍ من الوعي، لنناقش ما نقرأه ونتناوله من وجهات نظر مختلفة.وأشارت لمى إلى أهمية تبادل الخبرات، وقالت: الاستماع لوجهات نظر أخرى توسع الآفاق، وتُعلم القارئ كيف يتبنى وجهة النظر الإيجابية، ويفتح عينيه على جوانب أخرى لم يكن يراها في وقت سابق، وهذا أمر مهم. ولفتت إلى أهمية المبادرات الشخصية في إنجاح المبادرات الكبرى، وقالت: تسهم «دارة القراء» في إنجاح مبادرة 2016 عام القراءة بشكل كبير، لا سيما أن المشاركة تعطي طاقة إيجابية تدفع الإنسان للقراءة، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي تخلق تفاعلاً إيجابياً يسهم في تحقيق الأهداف المرجوة.
نشر في البيان 12990 بتاريخ 2016/01/13
أضف تعليقاً