تنطلق في فندق الانتركونتنتال في دبي فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان طيران الإمارات للآداب الذي تنظمه مؤسسة طيران الإمارات بالتعاون مع هيئة دبي للثقافة والفنون ويستمر حتى 12 مارس آذار الجاري، ويستضيف المهرجان عدداً من الكتاب والأدباء العرب والعالميين فضلاً عن المشاركة المميزة للكتاب الإماراتيين، ويحظى المهرجان، بحضور إعلامي مكثف، ومشاركة 150 اسماً من الكتّاب والشعراء والفنانين والخبراء والمحترفين في مجالات شتى تحت سقف واحد، للاحتفال بالكلمة المكتوبة والمقروءة، كما تتضمن الدورة الجديدة نحو 300 فعالية ثقافية متنوعة.ومن هذه الفعاليات المهمة وبمناسبة مرور 400 عام على رحيل شكسبير، يتضمن المهرجان جلسات خاصة في برنامج «تبادل السونيتات» في الإمارات، يشارك فيه نخبة من الشعراء المعروفين، مثل: امتياز داركار، وخالد البدور، والعديد من الشعراء الإماراتيين، الذين سيقرؤون السونيتات الشهيرة في تجربة شعرية.وفي الإطار ذاته يستكمل المهرجان بعروض سينمائية ومسرحية لأعمال شكسبير مثل «هاملت» الذي قدم كفيلم أنتج عام 1948 وفي عام 2015، قدمت «ماكسين بيك» مسرحية هاملت بطريقتها الخاصة على خشبة المسرح.تحفل الدورة الجديدة بجلسات فنية متخصصة كاستضافة فيصل عباس الصحفي الحائز العديد من الجوائز، قبل إطلاقه لكتابه الأول، الذي يتحدث فيه عن خبرته في الإعلام ويتناول موضوع النشر والسمات التي يجب أن يتميز بها الكتاب ليحقق النجاح ويصبح مقبولا من دور النشر، كما ستتحدث الكاتبة الهندية كيران تشهابريا، عن كتابها الأول «كيتي في المدينة» ويتناول تجارب الحب الحديثة في مدينة عالمية.ومن موضوعات الدورة الجديدة حلقة مخصصة عن السيرة الذاتية تستضيف المذيع والممثل والمؤلف الإماراتي محمد الغفلي بما استطاع تحقيقه من طموح كبير وبوصفه يشكل قدوة لغيره حيث تمكن من التغلب على التحديات التي واجهته بسبب ضعف البصر، ويشاركه من الكتاب الكويتي سليمان البسام، المسرحي المعروف، لمناقشة كيف يمكن أن يساعدنا المسرح في فهم أنفسنا وعلاقاتنا مع المجتمع بشكل أفضل.هاري بيكر وهو أصغر شاعر يفوز بجائزة الشعر العالمي، سيحل ضيفاً على المهرجان في جلسة بعنوان «ماذا عسانا فاعلين؟ في عصر ما بعد الوظائف» إلى جانب الصحفية والكاتبة سوزان كيسي والكوميدي وكاتب أدب الرحلات دوم جولي.
ستحتل القصص العربية والإنجليزية حيزا من فعاليات المهرجان، بتسليط الضوء على فقرات من الخيال العلمي والفانتازي، باستضافة الكاتبتين الإماراتيتين لولوة المنصوري ونورة النومان، اللتين تناقشان ظاهرة العزوف عن كتابة الخيال العلمي في حوار يشارك فيه الروائي البريطاني براندون ساندرسون الذي يعد أحد أهم كتّاب الخيال العلمي.
الرواية التاريخية ولأول مرة في تاريخ المهرجان ستكون موضوعاً ثرياً للمناقشة، هنا يختلط الخيال مع الماضي بمهارة فائقة كما هو عند نخبة من المؤلفين: راشيل بيلينغتون وفيكتوريا هيسلوب وكيت لورد براون.
كما يشارك جون جوليوس نورويتش في محور التاريخ من زاوية أخرى، بالرسائل التي كتبتها والدته له وهو في مرحلة الطفولة، حين عكف لمدة عامين بعيداً عن المنزل، فأثمرت هذه التجربة بتأليفه لرواية شهيرة عنوانها «حبيبي الوحش».
في الأيام الثلاثة الأولى للمهرجان ثمة تركيز على التراث والثقافة الإماراتية باستضافة نخبة مميزة من الكتاب والمثقفين الإماراتيين ليشاركوا الجميع قصصهم الملهمة وحكاياهم وأشعارهم المبدعة، وهناك جلستان مخصصتان حول ذكرى محمد خليفة بن حاضر المهيري و»التوازن بين الحياة العملية والاجتماعية»، وورشة إبداعية تدور حول اكتشاف علم الإمارات، وتنظمها مؤسسة وطني، وتتيح المجال للأطفال لمعرفة المزيد عن تاريخ علم الإمارات وثقافتها، كما تتحدث المبدعة الشاعرة والسينمائية نجوم الغانم في ورشة متخصصة عن الإنتاج السينمائي حول إمكانية تحويل النص إلى سيناريو وتحويل السيناريو إلى فيلم، ويشارك كتاب إماراتيون كذلك في جلسة تراثية تجمع كلا من: الدكتورة حصة لوتاه، حميد بن ذيبان المنصوري، عبد العزيز المسلم، كلثم سالم عبد الله بن مسعود وعلي أبو الريش، وهي جلسة تعبق بسحر الماضي وروح الحاضر فضلا عن الأمسية الشعرية التي ارتأت إدارة المهرجان منذ الدورة الأولى تنظيمها في الصحراء وهي بعنوان «أبيات من أعماق الصحراء» ويشارك فيها نخبة من الشعراء العالميين والإماراتيين.
لقد أتاح مهرجان طيران الإمارات فرصة كبيرة لاستضافة موضوعات ومواهب كبيرة في طروحاتها وما تقدم من أفكار بناءة وهو الذي يندرج في إطار استراتيجية عامة تتخذ من الطابع الثقافي والاجتماعي والفني محوراً لأعمالها، ليس ذلك فحسب، وإنما إدارة هذه الفعاليات في ضوء رغبة ملحة للتواصل مع الثقافة العالمية والانفتاح على تراث الشعوب والأمم.يكتسب المهرجان أهمية خاصة، هذا العام، إذ يُعد أول حدث أدبي دولي في «عام القراءة»، وهي المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة،حفظه الله، كما يحظى المهرجان بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، ومن المتوقع أن تكون هذه الدورة كما في دوراتها السابقة حافلة بالأنشطة والجلسات المختلفة للعديد من المفكرين وأصحاب المراكز الثقافية والمديرين التنفيذيين لعدد من المناصب الثقافية والإعلامية بما في ذلك الناشرين وأصحاب المؤسسات التي لها علاقة بالمنتج الثقافي والأدبي حول العالم، ناهيك عن فعاليات الموسيقى والعزف واللقاءات الفنية المتخصصة التي تربط بين المنتجين الثقافي والفني كما هو في مجال الإنتاج السينمائي وورش صناعة الأفلام والمسلسلات الخاصة بالكبار والصغار على حد سواء.أثبت المهرجان منذ دورته الأولى في عام 2009 شغف دبي بالآداب، وهذا المهرجان بشهادة كثير من المراقبين والخبراء يعد الأشهر من نوعه على مستوى العالم والأكبر والأكثر طموحاً حيث يشهد في كل دورة من دوراته زيادة في عدد الأنشطة والفعاليات المتخصصة، سواء على المستوى الدولي أو العربي، والمحلي أيضا حيث ستشهد الدورة الجديدة مشاركة أوسع من الكتاب الإماراتيين، إضافة إلى جلسات الحوار، النقاشات والقراءات، وعروض حية للموسيقى.
نشر في الخليج 13435 بتاريخ 2016/03/01
أضف تعليقاً