أكد متخصصون أهمية العمل على قيام مؤسسات وطنية فكرية ثقافية بحثية فاعلة تأخذ على عاتقها مهمة طباعة وترجمة وتوزيع الكتب الموجهة للطفل لضمان انتشار متميزها خارج المنطقة العربية.جاء ذلك خلال ندوة «كتاب الطفل، تحديات الإنتاج والتداول» التي أقيمت ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان الشارقة القرائي بمشاركة د. صباح عيسوي، والكاتبة الألمانية كريستينا فرنانديز. وأدارت الندوة الأديبة الإماراتية الهنوف محمد بحضور عدد من المتخصصين وكتاب أدب ومسرح الطفل.وأوضحت عيسوي أن أبرز التحديات التي تواجه صناعة كتاب الطفل تتمثل في 3 مجالات. وذكرت أن أول هذه المجالات طبيعة إنتاج الكتاب نفسه، من حيث التصميم، ورسوم الكتاب، والطباعة، والمجال الثاني فهم المجتمع لطبيعة الإنتاج وأهمية حضور الكتاب في حياة أبنائهم، والتفكير الجدي بحاجة الأسرة إلى الكتاب بقدر حاجتها إلى المستلزمات الضرورية الأخرى من طعام وشراب، والمجال الأخير هو اختلاف الرؤى بين المؤلف والناشر وما يترتب عليه.وبيّنت فرنانديز أن المشكلات التي تثار مع دور النشر شكلت التحدي الأكبر أمام انتشار الكتب، لذلك، فكر الكثير من كتاب أدب الطفل بنشر كتبهم من خلال تكوين دور نشر صغيرة، يستطيعون بموجبها التحكم بنوعية الإنتاج، إضافة إلى، وهو الجانب الأهم برأيها، التحكم بالمحتوى وعدم الرضوخ لرغبات الناشر التي تتحكم أحياناً كثيرة بالرؤى، من أجل الموافقة على طباعة الكتاب للمؤلف.وفي مداخلة لها، قالت الكاتبة والشاعرة القطرية حصة العوضي: تتوسع مشكلة الكتاب بعد الانتهاء منه إلى عدة أمور منها أنه لا يوجد حرص على ترجمة الكتاب ونقله إلى لغة أخرى، بحيث يبقى حبيساً داخل البلد الأم، وتفوت فوائد كثيرة على المؤلف والناشر والحراك الثقافي كله. ومن المشكلات أيضاً أن دور النشر الخارجية لا تطبع للمؤلف العربي، إضافة إلى عدم وجود جهات ثقافية كبرى تتوسط من أجل تقريب وجهات النظر، ولابد من تبني جهات فاعلة الموضوع، وذلك سيعود بفائدة كبيرة على الجميع.
نشر في الخليج 13496 بتاريخ 2016/05/01
أضف تعليقاً