حلت الكاتبة الإماراتية فتحية النمر ضيفة على أولى الجلسات الفكرية والثقافية، التي تنظمها مكتبات الشارقة، التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، بشكل دوري على مدار العام الجاري في مكتبة الشارقة العامة احتفالاً بعام القراءة وذلك في جلسة بعنوان، «أهمية الكتاب للمؤلف والقارئ»، وأدارها الفنان المسرحي محمد غباشي، واستعرضت النمر خلالها تجربتها وعلاقتها الشخصية بعالم الكتاب والقراءة، التي بدأت في مرحلة مبكرة من حياتها، حيث كانت تعمل بالتدريس، قبل أن تلتحق بعد ذلك بعالم الكتابة الذي تعتبر أنها قد دخلته في سن متأخرة، ولفتت النمر إلى أنه قد جمعتها علاقة خاصة بالأساطير، وبالتحديد أسطورة «جلجامش» التي فتحت لها آفاقاً معرفية وخيالية خصبة، وساهمت بشكل كبير في إثراء عالمها الإبداعي، ودفعها للتأمل والتفكر.وكشفت النمر أن كتاب «حواري مع صديقي الملحد»، للمفكر المصري الدكتور مصطفى محمود، الذي قرأته في سن مبكرة من عمرها، كان من أهم الكتب التي دفعتها للتفكير والإقدام فيما بعد على دراسة الفلسفة، التي اعتبرتها من أهم العلوم الإنسانية النظرية في فهم الإنسان والحياة والوجود، ولفتت إلى أن أطروحات هذا الكتاب ارتكزت في الأساس على هذه الأفرع والأسس الراسخة.وتناولت فتحية النمر أهمية الكتاب الورقي وكذلك الكتاب الإلكتروني، ولم تفضل أحدهما على الآخر، وأكدت على أن حاجة القارئ وجودة المحتوى والمضمون هما اللتان تحددان ذلك، وأشارت إلى أنها شخصياً تنتمي إلى جيل محب ومرتبط بالكتاب الورقي، الذي يحظى بعلاقة خاصة ومميزة وسط جيلها، الذي لم يكن قد ارتبط بعد بعالم التكنولوجيا الرقمية ومعطياتها.من جانبها قالت هند لينيد، مديرة إدارة المعارض والمهرجانات في هيئة الشارقة للكتاب: «نؤمن بأهمية تفعيل البرامج الفكرية لمكتبة الشارقة العامة، وتنظيم المنتديات الثقافية والأدبية، باعتبار أن المكتبة تعتبر قبلة للباحثين والدارسين والرواد على تنوع اهتماماتهم وتخصصاتهم، فكان لا بد من أن تكون هناك برامج ثقافية مكملة للدور الذي تقوم به المكتبة في توفير أحدث الإصدارات والكتب في شتى المجالات، ومن هنا أقرت الهيئة برنامجاً خاصاً، يشارك فيه مجموعة من المثقفين والمبدعين الإماراتيين والعرب، الذين سيتم استضافتهم في هذا البرنامج على مدار هذا العام، وذلك تماشياً مع 2016 عاماً للقراءة».وفي ختام الجلسة شارك الجمهور في طرح عدد من التساؤلات والمداخلات حول قضايا الكتاب، والوسائط الحديثة، وأهمية التأليف، وواقع النشر وإنتاج الكتب في عالمنا العربي بشكل عام، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص.
نشر في الخليج 13435 بتاريخ 2016/03/01
أضف تعليقاً