استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بمقره في المسرح الوطني في أبوظبي الكاتب جمال الشحي المدير العام لدار كتاب للنشر والتوزيع، الأمين العام لجائزة الإمارات للرواية، في محاضرة بعنوان «القراءة والنشر في عام القراءة».اتخذت المحاضرة طابع الحوار المفتوح مع الضيف حيث طرح مقدمها الشاعر محمد عبد الله نور الدين مجموعة من الأسئلة على الشحي الذي أجاب عن عدة محاور تناولت التأليف والنشر في أدب الطفل، وأهمية القراءة، ثم صناعة النشر في الإمارات، و شارك في الحوار المفتوح مع الضيف عدد من الحضور.تحدث جمال الشحي عن رحلته في عالم النشر، قائلا رغبت في بداية دراستي الجامعية أن أحمل شهادة في الدراسات الإنسانية، لكن لم يكن هذا التخصص متوفرا، وعقب ذلك اكتشفت أن بعض الجامعات الأمريكية طرحت برامج في الماجستير والدكتوراه في الإدارة الثقافية، وأتمنى من جامعاتنا إنشاء مثل هذا التخصص. وذكر الشحي أن الكاتب في الغرب لديه دخل لأن الثقافة هناك صناعة وليس ترفاً ولا نخبوية، الثقافة للجميع كما أن التعليم للجميع، ونحن في الإمارات محظوظون، حيث عيش مرحلة الربيع الثقافي، فحجم التداول في سوق الكتاب بالإمارات حوالي مليار درهم.وأكد الشحي أن الكتاب الجيد يفرض نفسه، والمحتوى الجيد يجد طريقه، لكن النشر اليوم مهنة مختلفة، هناك فرق بين النشر و الطباعة، فالناشر كمخرج الفيلم لا بد أن يعرف أدق التفاصيل ويعرف نبض السوق، الناشر ليس مطبعة وليس صاحب مكتبة، وهو المحرك الرئيسي لهذه الصناعة، وتشتيت الناشر بين تفاصيل لا تنتمي إلى لب عمله مضيعة للوقت والجهد، موضحاً أن على الكاتب في الوطن العربي أن ينتبه أكثر إلى الترويج، فالمؤلف اليوم في حالة تفاعلية مع القارئ، فلماذا لا يستفيد منها؟، في الغرب شركات خاصة للتسويق. وتطرق الشحي إلى تجربته الأدبية في سلسلة «يوميات مشاغب» التي كتبها بالاشتراك مع الكاتب محمد خميس، وهي موجهة لليافعين وتدور فكرتها حول الشاب الإماراتي فيصل الذي انتبه أهله إلى مشاغبته، وقرروا أن يعاقبوه بالقراءة فصار يقرأ ويلخص الكتب حتى بدأ يحب القراءة، وقد رسم شخصيات السلسلة وصورها الفنان خالد الجابري، وصدر منها خمسة أجزاء. ولفت الشحي إلى النقص الكبير في أدب الناشئة، وخاصة الفئة العمرية ما بين 12 إلى 18 عاماً في الوطن العربي، ولذلك اختار الكتابة إلى هذه الفئة لأنها الأغلبية، فمجتمع الإمارات مجتمع شاب، فلماذا لا نكتب لهم ونكتب للأقلية؟، مؤكداً أن الكتابة لهذه الفئة صعبة جداً، فهي تستهدف الوصول إلى فتيان لديهم لغتهم الخاصة وتجربتهم، ولا بد أن ننزل لأعمارهم ونقدم لهم المستقبل.ووصف الشحي القراءة بأنها سحر وعشق ومتعة، وهي ليست خياراً بل حاجة ضرورية تؤدي تطور المجتمعات، وعندما أعلنت القيادة الرشيدة عام القراءة، وتحدث عن تجربة جمعية الناشرين الإماراتيين أثناء الفترة التي عمل فيها مع الجمعية وكان شاهداً على جهودها، حيث زاد عدد الناشرين من 15 إلى 100 ناشر خلال عامين فقط.
نشر في الخليج 13436 بتاريخ 2016/03/02
أضف تعليقاً