نظم مهرجان طيران الإمارات للآداب في مركز دبي الدولي للكتّاب أمسية «في الذاكرة» تناولت أدب وسيرة حياة الشاعر الإماراتي المرحوم محمد خليفة بن حاضر المهيري، وتحدث في الأمسية كل من الشاعرين إبراهيم الهاشمي وخالد البدور، وشارك فيها حارب خليفة بن حاضر شقيق المرحوم، وذلك بحضور الكاتب محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي السابق وإيزابيل أبو الهول مديرة المهرجان.في مستهل الجلسة شكر حارب بن حاضر مهرجان طيران الإمارات للآداب على تنظيمه هذه الأمسية لذكرى شقيقه، وعبر عن إحساسه بالفقد لأخيه رغم مرور أكثر من أربع سنوات على وفاته، حيث رحل على دنيانا في 2011، مشيراً إلى أنه كان على درجة عالية من الأخلاق والرأفة بالآخرين وحب الشعر والإبداع.إبراهيم الهاشمي الذي ألف كتاباً عن الراحل بن حاضر بعنوان «محمد خليفة بن حاضر.. استعادات وامضة لجماليات الراحل المسافر»، قال «إن ابن حاضر ما زال حاضراً يعيش بيننا بشعره الرصين وأدبه الرفيع ومآثره التي يذكرها له كل من عرفوه» واستعرض الهاشمي سيرة ابن حاضر الذي ولد في عام 1945 في منطقة جميرا في دبي، وتعلم القرآن ثم التحق بمدرسة المكتوم في دبي، ودرس المرحلة الإعدادية والثانوية في قطر، ثم التحق بجامعة ليدز في بريطانيا لدراسة إدارة الأعمال وتخرج منها 1957، ثم التحق بالسلك الدبلوماسي في سنة 1972 م، وعمل في بداية حياته في سفارة الإمارات في بيروت، ثم نقل قنصلاً عاماً في كراتشي في باكستان، وبعد ذلك عين عضواً في المجلس الوطني الاتحادي، ممثلاً لإمارة دبي لمدة دورة واحدة، كذلك كان عضواً مؤسساً ونائباً لرئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم لأكثر من دورة، وعضواً لهيئة تحرير مجلة المنتدى الثقافية التي تصدر من دبي.وأضاف الهاشمي أن ابن حاضر أسهم في دعم الحراك الثقافي من خلال العديد من إبداعاته الشعرية ومقالاته الصحفية التي كان يرصد فيها المشهد الثقافي والوطني بمتابعة لا تكل، تنم عن حس وطني وقومي راسخ، وقد بنى علاقات متجذرة مع مختلف الكتاب والمبدعين الإماراتيين، وعدد من المثقفين العرب، وكان شغوفاً بالأدب، وله مجلس رمضاني يرتاده المبدعون والمثقفونِ، وتدور فيه الأحاديث حول الشعر والأدب والثقافة والسياسة، وكان واسع الاطلاع في جميع المعارف. وعن شخصيته قال الهاشمي «إن المرحوم تميز بالشهامة والصدق، والمواقف العروبية، والصراحة والتسامح، وكان رجل مواقف، خصوصاً تجاه أمته ووطنه، وكان قريباً من أصدقائه، جاهزاً لمساعدتهم، يهتم بالجميع، ويقف إلى جانبهم في الملمات، وقد كان مقرباً إلى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما رافق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ،رعاه الله ، لفترة طويلة، وكان ولاؤه للوطن وقادته راسخاً لا يتزعزع، ويظهر ذلك جلياً في شعره».وعن شعر ابن حاضر أوضح الهاشمي أن جذوة الشعر كانت تتقد فيه منذ الطفولة المبكرة وقريحته تتفتح عليه، حيث كان الكثير من أفراد عائلته يقرض الشعر خاصة جدته لأمه التي كانت شاعرة، وقد أسهم ابن حاضر في تأصيل وحضور قصيدة الفصحى التي كان بارعاً في كتابتها، وكان نهما في قراءة الشعر العربي عاشقاً لشعر المتنبي بشكل خاص، ولشعر عنترة بن شداد، وأبو تمام والبحتري وأبو نواس وأحمد شوقي، وشعراء المهجر والرابطة الأندلسية، وحافظ إبراهيم وغيرهم، وأشار الهاشمي إلى أن ابن حاضر كان يمتلك موهبة شعرية كبيرة أهلته لتقديم إبداعات شعرية فذة تضاهي كبار الشعراء الكلاسيكيين، وكان ذا أسلوب سلس قوي العبارة جميل السبك، وقد قال الشعر في جميع الأغراض، ولم يقتصر على مجال شعري واحد، فقد كتب في الفصيح الخليلي وشعر التفعيلة وكتب الشعر الشعبي، وكان واحداً من مبدعي الإمارات البارزين جداً خلال العقود الأربعة الماضية، وقد كتب عن الوطن ورجالاته، وتناول القضايا والهموم الوطنية والقومية.بدوره اختار خالد البدور بحاسته الشعرية عدداً من قصائد المرحوم ابن حاضر، وقرأها على الجمهور بالتناوب مع مداخلات الهاشمي .
نشر في الخليج 13437 بتاريخ 2016/03/03
أضف تعليقاً