الكاتبة والممثلة البريطانية، ميرا سيال في محاضرة بعنوان «الاختباء بعيداً»، للحديث عن روايتها الأخيرة «مجلس الأمهات الخفي»


استضاف مهرجان طيران الإمارات للآداب في فندق الانتركونتننتال، الكاتبة والممثلة البريطانية، ميرا سيال في محاضرة بعنوان «الاختباء بعيداً»، للحديث عن روايتها الأخيرة «مجلس الأمهات الخفي»، وأدار الندوة الكاتب بول بليزارد.أشار بليزارد في بداية الجلسة إلى أهمية الدور الثقافي والحضاري الذي يلعبه مهرجان طيران الإمارات للآداب، مؤكداً على أن استمراره على مدى السنوات السابقة ما هو إلا دليل على تميزه، و فرادته على المستوى العربي والعالمي، حيث شكل منصة مثالية للتفاعل مع رواد الثقافة والأدب من أرجاء العالم من خلال احتضانه كافة الأطياف والتجارب، والسعي الحثيث لتعزيز ثقافة المطالعة لدى الأجيال، وتحفيزها على الإبداع. إضافة إلى الدور الذي لعبه جمهور المهرجان عبر المشاركة في كافة نشاطاته ودعمهم المبدعين والكتاب بشراء كتبهم وحضور فعالياتهم.تحدث بليزارد بعدها عن السيرة الذاتية للكاتبة قائلاً: ميرا سيال واحدة من أشهر الممثلات وكتّاب السيناريو والكوميديين في بريطانيا، وهي من أكثر المبدعين نشاطاً وإلهاماً فنياً، سواء عبر الأفلام والمسلسلات التي شاركت في بطولتها، أو من خلال إنتاجها الروائي المعروف بأسلوبه الساخر والحاد والمتحدي، الذي يغوص في أعماق المشكلات ويطرحها بجرأة عالية، دون الوجل من ردات الفعل، وهي تقوم بذلك كله في قالب كوميدي لطالما امتازت به.وأضاف، عند الحديث عن إبداعها الروائي، تقول سيال: إنها تملك فكرة جيدة كل عشر سنوات، وفي الواقع قد انقضى أكثر من 16 عاماً منذ صدور روايتها الأخيرة «الحياة ليست كلها مزحة»، لتعود اليوم وتصدر روايتها المتميزة «مجلس الأمهات الخفي» والتي وصفتها جريدة الغارديان بالقول: «تقدم رواية ميرا سيال طيفاً عريضاً وواسعاً من الموضوعات الحساسة في الوقت المناسب، وهي في نهاية المطاف تحبك خيوط السرد والموضوعية مع البراعة الكبيرة، لتخلق ذلك النسيج الغني الذي يتوق المتلقي إليه».وهذه هي رواية سيال الثالثة، بعد روايتها الأولى «أنا وأنيتا» الصادرة عام 1997، والتي تدرس الآن ضمن المناهج البريطانية، وتحكي قصة «مينا»، البالغة من العمر تسع سنوات، وهي فتاة بنجابية نشأت لدى العائلة البنجابية الوحيدة في قرية في تولنغتون. أما روايتها الثانية «الحياة ليست مزحة» فتتتبع حياة ثلاثة أصدقاء بدءاً من مرحلة الطفولة، وتتناول طبيعة علاقاتهم مع بعضهم بعضاً في مرحلة الرشد.
بدورها تحدثت سيال عن الموضوع الرئيسي لروايتها «مجلس الأمهات الخفي»، والتي تتناول قضية تأجير الأرحام وانعكاساتها، اجتماعياً وعاطفياً، وما ينتج عنها من تعقيدات بالغة تواجهها المرأة في المملكة المتحدة والهند وغيرها من الدول حول العالم، وحول البعد الأخلاقي لهذه القضية التي تبدو مغيبة عالمياً، ولا تأخذ حيز الاهتمام المطلوب، فبالإضافة إلى البعد النفسي الاجتماعي للقضية يبرز البعد الاقتصادي، وتكاليف العملية التي تضرب أرقاماً قياسية على المستوى العالمي.
وأضافت، أن الهند كانت حتى وقت قريب في عام 2013، قبل أن توضع التشريعات القانونية بهذا الخصوص، الوجهة العالمية الأولى لإجراء عملية تأجير الأرحام مع وجود 3000 عيادة تقدم خدماتها الطبية للنساء الراغبات في الحصول على أبناء.وقد تناولت الرواية هذه القضية من خلال بطلتها الرئيسة «شياما»، وهي امرأة بريطانية من أصول هندية، تملك صالون تجميل، وهي في منتصف الأربعينيات من العمر، والتي لم تعش حياة سهلة أو مرضية، بعد أن تركها زوجها، مع ابنتها دون معيل، إضافة إلى الضغوط الاجتماعية والنفسية التي تفرضها العادات والتقاليد كونها تنتمي من حيث النشأة إلى عالمين ثقافيين مختلفين.تقع شياما في حب الشاب المزارع «توبي» الذي يصغرها بعشر سنوات، وتبدأ علاقتهما بالألفة والانسجام، إضافة إلى وجود ابنتها صاحبة 19 ربيعاً، والتي تعيش في كنفها، وعندما تنشأ الرغبة لدى الحبيبين بالإنجاب، تتلقى شيما تشخيصاً طبياً مفاده أنها لم تعد قادرة على الإنجاب نظراً لعمرها.من هنا تبدأ الحكاية، ففي الوقت الذي تكون فيه شياما في العيادة الطبية باهظة التكاليف مع حبيبها توبي في بريطانيا، وعلى بعد 4000 ميل، في الريف الهندي، تكون الشابة «مالا»، والتي تزوجت حديثاً، تتعلم من جيرانها حول الثروة التي يمكن الحصول عليها من خلال تأجير الرحم، وهكذا تبدأ رحلة شياما ومالا نحو بعضهما والعلاقة التي تجمعهما كامرأتين وصديقتين تواجهان الكثير من التحديات الأخلاقية والنفسية.وحول التحديات التي واجهتها في إنتاج هذا العمل، أشارت سيال إلى أن الرواية تتسع لتشمل مواضيع كثيرة، فهي تعالج عدداً من القضايا بدءاً بالأمومة والعقم إلى الشره المرضي للثروة، والحركة النسوية والاغتصاب، من خلال مسارات اجتماعية تتمثل في الاختلال الثقافي والفساد البيروقراطي والخيانة، والقيم التجارية المعولمة، حيث تناضل القصة في بعض الأحيان لتحوي كل هذه القضايا بسهولة وسلاسة ضمن النص.


نشر في الخليج 13442 بتاريخ 2016/03/08


الرابط الإلكتروني : http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/035a7b1a-4e38-4e30-b7e7-154d4c35ef35#sthash.IlVwrAhx.dpuf

المزيد من الأخبار في الأنشطة والفعاليات- الخليج 13442

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37225
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة