ضمن أنشطة مهرجان الإمارات للآداب المتنوعة، انعقدت جلسة «نظرة إلى العالم» التي جمعت الكاتبتين بدرية الشامسي ونورة محمد المشاركتين في برنامج دبي الدولي للكتابة، إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، لتتحدثا عن روايتيهما اللتين مهدتا الطريق لهما لخوض عالم الكتابة الاحترافية، تحت إشراف مدربات مختصات في هذا المجال.أدار الجلسة الزميل حسين درويش، رئيس قسم الثقافة والمنوعات في «البيان»، مشيراً إلى أن برنامج دبي الدولي للكتاب يعد فرصة حقيقية لكُتاب لم تعرف إبداعاتهم طريق النشر سابقاً، لتتحول بفضل هذا البرنامج إلى واقعٍ متجسدٍ بين غلافين، ومعبراً عن رغبة البرنامج الحقيقية في الوصول بكُتابه إلى العالمية.تحدثت بدرية الشامسي عن روايتها «ذوات أخرى»، والتي تتناول قصة الشابة الإماراتية سلمى، والتي ولدت لأب إماراتي وأم هندية، والصراع الذي تعانيه في محاولة التوافق في الإنتماء إلى المجتمع، لتشعر بأنها أكثر من ذاتٍ في شخصية واحدة، وبأنها مجموعة من المشاعر المعقدة، منبعها علاقتها بجدتها وأمها، وعلاقتها مع الرجل في قصة الحب الأولى التي فشلت فيها، لتكون الرواية باختصار رحلة في ذوات سلمى وعوالمها النفسية.وذكرت الشامسي أن دبي احتضنت تفاصيل الرواية، إذ لم تخرج أحداثها خارج حدودها، لتظهر فيها دبي القديمة، وبعض تقاليد غابت عن الحياة المعاصرة بفعل الزمن والتطور الاقتصادي والاجتماعي والفكري.كما تحدثت نورة محمد عن روايتها «دم فاسد»، التي يتجسد فيها الهجران بكل معنى الكلمة، وبطلتها الطفلة هند ذات العشر سنوات، وهي يتيمة تفتقد حنان الأهل في سن مبكرة، لتتعرض لهجران عائلتها التي لا تعرفها، وهجران عائلة أخرى تخلت عنها بعد تبنيها، لتصل إلى حضن عائلة ثالثة تعيش معها صراعاً جديداً.وأشارت نورة إلى أن التحدي الأساسي الذي واجهها تمثل في كيفية طرح معاناة الطفلة الصغيرة وتوصيلها عبر لغة تقنع القارئ. أسئلة كثيرة تناولها مدير الجلسة، ومنها سبب اندفاع المبدعات الإماراتيات نحو الرواية، وطغيان العنصر النسائي في هذا المجال مقارنة بالعنصر الرجالي، لتؤكد بدرية أن المرأة كانت المستفيدة الأكبر من مخرجات التعليم، والأكثر تعلماً وتحصيلاً علمياً، لافتة إلى أن البروز النسائي في مجال الرواية، ما هو إلا محصلة بروزها في مختلف المجالات، وتوليها أهم المناصب القيادية.شارك في الجلسة جمال بن حويرب العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ، مشيراً إلى أن الثورة الثقافية الكبرى التي تشهدها الإمارات، وضعها في مصاف الدول المتقدمة في العالم، وقال: إن العالمية ليست بالأمر السهل، ولكن الوصول إليها ليس مستحيلاً، مشيراً إلى أن البرنامج يضع الكاتب على الطريق.
نشر في البيان 13048 بتاريخ 2016/03/11
أضف تعليقاً