الحب والكراهية، حوارات الأنا والآخر.. مفاهيم وتساؤلات فلسفية كانت محوراً شديد الخصوصية استقطب جمهوراً عريضاً من زوار مهرجان طيران الإمارات للآداب في جلسة تأملية حوارية عقدت بفندق انتيركونتنتال دبي، وقد أنسجم فيها الأدب مع الموسيقى والغناء وتأملات الدرويش لمناقشة المشاعر الإنسانية من حب وكراهية وتأملات في الكون.الحوار كان مع الكاتب السوداني حمور زيادة، مؤلف رواية “شوق الدراويش “، بصحبة رقصة الدرويش على صوت وأنغام المغني الشاب حسن حيدر تحرر خلالها الحضور من مشاعر الكراهية واستشعر طاقات الحب بكل تجلياته.استهلت الجلسة التي نظمت بالتعاون مع ندوة الثقافة والعلوم تحت عنوان «حاسة سادسة» وانطلق الحديث بتسليط الضوء على بخيت منديل، وصراعاته مع العبودية والحب المطلق الذي يتحول إلى انتقام في ظل تساقطات الأحداث في قصة الروائي حمور زيادة «شوق الدراويش» التي تدور أحداثها في زمن الثورة المهدية (1885-1899) فكان ذلك مدخلاً للحديث عن طاقات الحب ونقيضها والرغبة المستعرة للانتقام.وفي تأملات تلك المشاعر قال حمور زيادة: مما لا شك فيه أن الحب فضيلة إيجابية؛ لأنه في جوهره إثبات وإحياء وبناء. حتى وإن كانت كلمة حب تدل على دلالة عاطفية أو وجدانية. إلا أنها في الأصل ميل إيجابي ونزوع عملي يتجلى في تحول الاهتمام من الأنا إلى الأنت، وبالتالي الحب أولاً هو نية واتجاه وسلوك. في حين أن الكراهية في جوهرها إنكار وإفناء وهدم.وحول تحول مشاعر الحب إلى كراهية تحرك إرادة الانتقام لدى البشر كما في روايته «شوق الدراويش» يضيف زيادة: يعتقد الكثير منا أن الحياة الروحية الصحيحة تستلزم كراهية الشر، وكره الأشرار. في حين الإرادة والسريرة الخيرة لا تعرف الكراهية في أي صورة من صورها.وبالتالي فإنها لا تكره الشرير ولا تكره الشر نفسه. وتلك هي محبة الخير فالحياة الروحية الصحيحة في جوهرها إرادة خير لا تقوم إلا على المحبة.المحبة التي لا تقتصر على ما هو أهل للحب أو ما يحمل قيمة أعظم. بل القصد هنا يتجه نحو المحبة التي لا يستثرها أي موضوع كائناً ما كان، لقد أعلن حكماء الأخلاق قديماً أن المحبة الحقيقية إنما هي «محبة الآثمين والمذنبين وضحايا الشر». بمعنى، أن المحبة الصادقة لا تخشى التنازل عن كرامتها، والهبوط إلى مستوى الأشرار، والاختلاط بجماعة المذنبين
نشر في البيان 13048 بتاريخ 2016/03/11
أضف تعليقاً