أكد الأديب محمد المر، أن اتحاد دولة الإمارات تحقق بأيدي أناس عظماء بنوا أساس دولة متطورة يشهد لها بالنمو والتطور في المجالات والصعد كافة.جاء ذلك، خلال محاضرة ألقاها المر في معرض الكتاب المقام في لندن، بحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بعنوان «إبداعات إماراتية»، تحدث فيها عن تأسيس دولة الإمارات والمعاني السامية والدروس المستفادة التي رسمها التلاحم والاتحاد، وألقى الضوء على الحركة الثقافية في الإمارات ومراحلها التاريخية، وصولاً إلى ميادين الثقافة والشعر والأدب المحلي التي تزخر بها الإمارات.استهل المر محاضرته التي ألقاها باللغة الانجليزية، بالقول إن الأدب في الإمارات، هو جزء من الأدب العربي بشكل عام، لأن الإمارات، هي جزء من الوطن العربي الكبير، الذي كما تعلمون يتمتع بتاريخ أدبي عريق يعود إلى أكثر من 1500 عام، ازدهرت خلالها فنون أدبية وثقافية عدة مختلفة كالشعر والنثر والمسرح وغيرها من الفنون الأدبية الأخرى، موضحاً أن الإمارات ومنذ أن تأسست قبل أربعة عقود وإلى الآن تربطها عبر أجيالها المختلفة علاقات قوية مع شعوب البلدان العربية الأخرى، مما أدى إلى تبادل الثقافات والفنون وازدهارها فيما بينها.وأكد المر أن الإمارات تمتلك مجموعة من الصحف المميزة مثل صحيفة «الخليج» والاتحاد والبيان التي كان لها الدور الفاعل وأسهمت منذ افتتاحها في نشر الثقافة والفنون والأدب في جميع أنحاء الدولة، حيث تضم معظم الصحف ملاحق أدبية خاصة تتيح للقراء الاطلاع على أهم التطورات على الساحة الفنية والأدبية في الوطن العربي والعالم.وأضاف قائلاً: «نظراً لانفتاح الإمارات على ثقافات ومجتمعات عدة وموقعها الجغرافي الاستراتيجي وتطور وسائل الكتابة والنشر مثل الإنترنت وظهور المدونات، فإن ذلك أسهم في تنويع الأعمال الأدبية، وإبراز مؤلفين من الشباب الجدد الذين يكتبون بلغات أخرى مثل الإنجليزية». ومن الاتجاهات الجديدة الإيجابية في قطاع النشر الأدبي في دولة الإمارات، ظهور شركات النشر الخاصة التي تم تأسيسها من قبل كتّاب شباب، حيث لدينا الآن ما بين 15 إلى 20 دار نشر خاصة في الدولة، وفي السابق لم يكن هناك شركات نشر مستقلة، إذ كان يقع طباعة ونشر الكتب الأدبية والتعليمية على عاتق وزارة الثقافة. وستسهم دور النشر الجديدة في دعم الوزارة ومساعدتها في عملية النشر، إضافة إلى تقديم المساعدة للكتاب الجدد والمغمورين في نشر أعمالهم الأدبية.وأضاف أن كتّاباً إماراتيين عدة من الكتّاب الجدد بدأوا في نشر أعمالهم مباشرة عبر مواقع الإنترنت والمدونات الإلكترونية، مشيراً إلى أن هذا الاتجاه سيكون له تأثيره في حركة النشر في المستقبل القريب. واستطرد قائلاً إن الترجمة لها الدور الأساسي في نشر الأعمال الأدبية الإماراتية خارج الوطن العربي، من خلال إطلاع العالم على آخر الأعمال الأدبية، التي يؤلفها الأدباء العرب. وتناولت المحاضرة عرضاً لكتاب «إبداعات إماراتية» الصادر باللغة الإنجليزية، من تأليف المر، وترجمة هيئة الشارقة للكتاب وإصدارها، ويحوي نصوصاً شعرية وسردية لخمسين مبدعاً إماراتياً، ممن أثروا المشهد الثقافي في دولة الإمارات، على مدى نحو أربعة عقود.ومن أبرز الأدباء الإماراتيين الذين يقدم الكتاب نماذج من أعمالهم: إبراهيم الهاشمي، وأحمد راشد ثاني، وجمال خلفان المهيري، وحبيب الصايغ، وحمد بن خليفة أبو شهاب، وسلطان العويس، وسيف المري، والدكتور مانع سعيد العتيبة، وظبية خميس، وعارف الخاجة، ومحمد عبيد غباش، وناصر الظاهري، وسارة الجروان، وخلود المعلا، وعلي أبو الريش، وسالم الزمر، وإبراهيم مبارك، وعبد الرضا السجواني، وظاعن شاهين، وطلال سالم، وعلي الشعالي، وكريم معتوق، وميسون صقر، ونجوم الغانم، وفاطمة المزروعي.واعتبر المر الشارقة مركزاً أدبياً وثقافياً مهماً على الساحة العربية إجمالاً، حيث وصفها بالمتميزة من حيث إسهاماتها في إثراء الثقافة العربية بالشعر والكتابات الأدبية، وأن إسهامات الشارقة خصوصاً والإمارات على وجه العموم يعكس أصالة الثقافات والآداب التي تضمهما. وقال إن التنوع الذي تشهده الحركة الثقافية في الإمارات والشارقة يعكس العمق التاريخي والبعد الأدبي للمفاهيم والأخلاق التي تحتضنها، حيث تعزز بأن أولت الشارقة اهتماماً كبيراً بالحركة الثقافية برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.
نشر في الخليج 13479 بتاريخ 2016/04/14
أضف تعليقاً