احتفى اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بإبداعات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومنجزاته الثقافية والشعرية، ضمن مهرجان القراءة الذي انطلق، أمس، ويستمر اليوم، في مقر الاتحاد بالمسرح الوطني في أبوظبي.افتُتح المهرجان بكلمة حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، حيث قال إن الدعوة إلى عام أو زمن القراءة في الإمارات، هي الدعوة إلى معرفة النفس والتجربة أولاً، وقد وعت القيادة السياسية أنه لا تمكين من دون معرفة، فكان التوجيه بتخصيص 2016 عاماً للقراءة، ثم تطوير الفكرة بجعل العقد كاملاً، زمن قراءة ومعرفة وتنمية معرفة، بتخصيص أغسطس/آب من كل عام، في العقد الذي نعيش، شهراً للقراءة، وتخصيص أكتوبر/تشرين الأول، من هذا العام - استثناء - للغرض نفسه.وأضاف، نحن في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، جزء أساسي من هذا الحراك، ومسؤوليتنا في التأليف والاختيار والنشر وإقامة النشاط الثقافي مضاعفة، خصوصاً في هذا الزمن الملتبس، حيث محاولة خلط الأوراق، وفرض الأفكار الظلامية لتيارات الظلام، لكن إسهامنا الإيجابي في كل ذلك، في مواجهته، مع استيعاب كل الاستحقاقات والتحديات المتربصة والمقبلة، يجري على نحو عميق لوعينا بأننا كتاب وأدباء دولة طليعية تؤمن بالتنمية الثقافية جزءاً أصيلاً وعزيزاً من التنمية الشاملة التي تمتلك، في الوقت نفسه، سِمَتي التوازن والاستدامة، وكذلك لوعينا بأن التنمية إنما تصل إلى مطارحها البعيدة، المفاجئة ربما وغير المتوقعة، بالتأسيس المعرفي الملازم، تصبح للتنمية هنا رؤية وعينان ومخ وأعصاب وضمير وأخلاق، ويكتسب الحلم أجنحته القوية ليحلق بعيداً وعميقاً، وهذا ما يتحقق اليوم بالضبط في بلادنا، لنتذكر معاً كيف كان المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، زايد الخير، يرسم الحلم بعصاه على رمال الظمأ، فيتحول كل ما حوله إلى ربيع وماء، وكيف كان يحلم القائد المبدع والشاعر والمطلع على التراث وتجارب الأيام، فيسيل من بين أصابع يديه الكريمتين صهيل تلك الخيول المطوقة بخيالها وخيلائها.وذكر الصايغ أن ما حدث بعد ذلك في مرحلة التمكين استمرار وإصرار، وفي عهد صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حكومة المستقبل، وهي، من حيث الهيكلة والخطة والأداء، كما رأيتم، حكومة مثقفة تستند، أول ما تستند، إلى المعرفة وكنز المعرفة، نحو تحققها على الأرض، واحدة من أفضل الحكومات في العالم.وتساءل، كيف فكّر محمد بن راشد في نحت مدن النخيل في زرقة بحر الخليج المسافر أبداً من زمان الغوص والعويل إلى زمان المستحيل؟ كيف بنى برج العرب وبرج خليفة؟ كيف نشر سقيا الماء في أربعة أطراف الأرض، ثم أتبعها بسقيا الكتب والقراءة والمعرفة؟ كيف فكّر محمد بن راشد في وزارة للتسامح والسعادة؟ كيف أصبحت لدينا وزارة اسمها وزارة مجلس الوزراء والمستقبل؟ كيف أضيف قطاع تنمية المعرفة إلى وزارة الثقافة؟ كيف دمجت قطاعات التعليم من الحضانة إلى التعليم العالي في منظومة واحدة، ضمن وزارة التربية والتعليم؟ مؤكداً أن هاجسنا اليوم ثقافي ومعرفي بالدرجة الأولى، ونحن من الدول القليلة، بل النادرة، على مستوى العالم، التي يمكن أن تحتفل بأحد قيادييها الكبار، نائب رئيسها ورئيس مجلس وزرائها، شاعراً وكاتباً ومفكراً ومبدعاً.واشتملت الندوة على جلستين؛ الأولى تناولت المنجز الشعري لمحمد بن راشد، بمشاركة الدكتور عارف الشيخ، والدكتور شاكر نوري، والدكتورة بهيجة إدلبي، وأدارت هذه الجلسة الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد. ورصدت الجلسة الثانية أهم الملامح الخاصة بفكر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، بمشاركة كل من الروائي الإماراتي علي أبوالريش والكاتب الجزائري خالد بن ققة، المستشار الإعلامي لاتحاد الكتاب العرب، رئيس التحرير التنفيذي لمجلة «الكاتب العربي»، والكاتب الموريتاني، محمد ولد المنى، وأدار الجلسة عبدالرحمن النقي.
نشر في الخليج 13552 بتاريخ 2016/07/26
أضف تعليقاً