في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار للإعلان عن الفائز بالجائزة العربية للرواية العالمية «البوكر» في فندق فيرمونت أبوظبي، التقى أربعة من المترشحين للقائمة القصيرة مساء أول من أمس مع جمهور اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، وهم: ربعي المدهون ومحمود شقير ومحمد ربيع وطارق بكاري، في ندوة حاورتهم فيها الكاتبة صالحة عبيد، حول رواياتهم المترشحة إلى القائمة القصيرة.في مستهل الأمسية، أشار حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إلى أهمية الجوائز في الحراك الثقافي، كما لفت الشاعر سالم بوجمهور رئيس مجلس إدارة فرع أبوظبي في كلمة ألقاها، إلى مسؤولية الروائيين في هذه المرحلة التاريخية.والبداية من الفلسطيني ربعي المدهون صاحب رواية «مصائر كونشرتو الهولوكوست»، الذي شرح حركات الكونشرتو، رداً على من كان انتقده في عدم معرفته بالموسيقى.وقال: لدي معرفة بالموسيقى فأنا عازف غيتار غير محترف، وعارف مندلين سابق. وتابع: اعتمدت في روايتي على ثنائيات، وكل حلقة تتضمن شخصين رئيسيين، ووجدت أن التفاعل أقرب إلى تفاعل آلة مع آلة ومع أمكنة. وأضاف: وصلت إلى القائمة القصيرة مرتين، وأعتقد أنه سيكون لدي مستوى آخر ومعايير شخصية جديدة في الكتابة، ومحور ذلك أن لا أكتب ما هو أقل من المستوى السابق، لأكسب تحدي نفسي.قال المصري محمد ربيع صاحب رواية «عطارد» اعتمدت في الفصل الأول على البداية العنيفة، لقصة حقيقية لأب قتل أبناءه، وجرى تناولها في وسائل الإعلام، والشعب المصري تعاطف مع الأب الذي واجه الإفلاس وقتل أبناءه خوفاً عليهم من المصير الأسود.ورد ربيع على من يوجه الاتهام إلى القارئ العربي بأن صبره قليل على القراءة: الحقيقة غير ذلك، فهو يقرأ. وقال ربيع: «عطارد» ثالث رواية لي، وفي كل مرة أكتب رواية أسأل نفسي إلى أين وصلت، ولدي الآن ثلاث أفكار لا أعتقد أن أولها سيكون قريباً لأنها تحتاج إلى قراءة مكثفة وطويلة.استعرض المغربي طارق بكاري، صاحب «نيوميديا» أحداث روايته: الرواية لطفل يعيش بلا والدين، يختبر خسارات وخسارات متقبلة، إذ يعود إلى قريته مع «جوليا» الفرنسية التي توهمه بالحب لكنها في الواقع تحاول أن تعيد قراءة الشرق من خلاله. واستنكر بكاري فكرة أن الرواية حزينة، وقال: هذا الحزن منبت للأمل، ولست من هواة وضع مساحيق التجميل على الواقع.أشار الفلسطيني محمود شقير، صاحب رواية «في مديح نساء العائلة»، إلى أنه ولد لأسرة بدوية مقدسية، خطر في بالها أن تتقدم على مشارف القدس في وقت كان الغزو الصهيوني يتمدد.وتابع: من هذا التاريخ رصدت الرواية العشيرة ومحاولتها الحفاظ على القيم بما يتلاءم مع التطور رغم الانهيار الذي وقع في المجتمع الفلسطيني. حاولت الحفاظ على الذاكرة الفلسطينية لأرد على الصهاينة الذين يقولون إن فلسطين أرض بلا شعب.وتحدث شقير عن أن العنوان أثار انتقادات، مبيناً أنه في الحقيقة يتماشى مع أفكار كثيرة في الرواية تحترم المرأة.وكانت قد استبقت فعاليات الأمسية بتنظيم معرض فني تشكيلي، افتتحه الشاعر حبيب الصايغ أمين عام الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب- رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.إذ ضم أعمال ثلاثة فنانين، حيث عكست لوحات محمد المزروعي الانتماء إلى التعبيرية الجديدة .أما أعمال هاشل اللمكي، فتميزت بالتفاعلية في إشراك الجمهور لفهم العمل الفني. واتجهت ميثاء العبدالله في أعمالها إلى استخدام مجموعة من المواد للبحث في صورة نقدية بقضايا اجتماعية وثقافية.تغيّب عن الندوة الحوارية مترشحان إلى القائمة القصيرة للجائزة، وهما: السورية شهلا العجيلي صاحبة «سماء قريبة من بيتنا، اللبناني جورج يرق صاحب «حارس الموتى»، بسبب تأخر وصولهما للإمارات.
نشر في البيان 13094 بتاريخ 2016/04/26
أضف تعليقاً