في رحاب ندوة الثقافة والعلوم، أطلقت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات في الدولة، مبادرة «في حضرة كتاب» ناقش خلالها الحضور كتاب «أسئلة الهوية والتسامح وثقافة الحوار»، بحضور مؤلف الكتاب الدكتور يوسف الحسن، ونخبة من المهتمين والباحثين، وبمشاركة موظفي الهيئة، وأدار الأمسية، الكاتب محمد حسن الحربي.يوسف الحسن استهل الأمسية قائلاً: إن الأمسية تنسجم مع إعلان المشروع الوطني للتسامح في الدولة، فهو مشروع حضاري، وقد تحدث مجلس الوزراء عن البرنامج الوطني للتسامح وملامحه، وأوضح أن كتاب «أسئلة الهوية والتسامح وثقافة الحوار»، صدر حديثاً، ضمن منشورات مجلة دبي الثقافية، وطبع منه ما يقارب 40000 نسخة، وقال: برغــــم تنوع وكثرة العناوين في الكتاب وأسئـــلة الهوية والثقافة والحوار، إلا أن جدل هذه العناوين، يقوم على أساس واحد، هو أن الله سبحانه وتعالي خلق البشر مختلفين، مـــن أجل أن يتـــعاونوا ويعمروا الأرض.يرى الكتاب أن التنوع أو الاختلاف بين الناس في الرأي والعقيدة واللون والجنس، يرجع إلى سنة كونية، فهو عامل إثراء وإبداع على كل المستويات السياسية والثقافية والاجتماعية، وعن كيفية إدارة هذا الاختلاف بين الناس، أكد أن حسن إدارة الاختلاف بكافة أشكاله بفاعلية، سيؤدي إلى مجتمع متعاون ومستقر، كما أن الحوار بين البشر والثقافات والعقائد، هو البديل الوحيد مقابل الصراع، فالحوار القائم بوصفه حوار حياة وإنماء لصالح قضايا الإنسان وتعامله مع الآخر بالعدل والرحمة، وحماية حرية هذا الآخر المغاير، والعيش معه سلمياً، مع احترام الاختلاف، وذلك من خلال الحوار المتعايش، وعدم الخوض في أي حوار يتعلق بخصوصيات الدين، وعدم الإساءة إلى الآخر، والاحترام المتبادل، كما أكد الحسن، أن الهوية الوطنية الجامعة، هي البديل الصحيح عن الهويات الفرعية والمذهبية، وكل الهويات الصغرى، ففي اللحظة التي تنهار فيها الهوية الجامعة، وتبدأ بالنــــهوض الهويات الصغرى، يظهر التفكك بشكل ملحوظ في المجتمع.وقال حمد عبيد المنصوري مدير عام الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات: «إن مبادرة «في حضرة كتاب»، واحدة من جملة مبادرات وفعاليات تنظمها الهيئة، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن يكون عام 2016 هو عام للقراءة، وترسيخ القراءة كعادة مجتمعية وثقافة دائمة بين أفراد المجتمع. وأضاف، وفي ضوء اعتماد مجلس الوزراء الموقر للبرنامج الوطني للتسامح، كانت الأمسية الأولى ضمن مبادرة «في حضرة كتاب» حول مفهوم التسامح.قال يوسف الحسن مؤلف الكتاب، إن الهدف البعيد من رسالة الكتاب، هو أن يكون مساهمة إيجابية في خلق مواطن منتج ومتسامح، يحترم الآخر ويقدره، ويبحث عن المعرفة والحكمة، وينظر إلى الوطن كحياة وعيش مشترك وهوية وانتماء، وأشار إلى أن الكتاب تناول أسئلة تتعلق بالمثقف ودوره في مجتمعاتنا العربية، وتتعلق بالثقافة السائدة، سواء كانت ثقافة معولمة أو الثقافة التقليدية.
نشر في البيان 13148 بتاريخ 2016/06/17
أضف تعليقاً