كتب أدب الرحلات تحظى بإقبال كبير من القراء العرب رغم ضعف وجودها في الساحة الثقافية العربية، وكتاب «على ضفاف نهر الغانج» آثار في ندوة الثقافة والعلوم بدبي جدالاً غنياً بالأسئلة، عكس مخيلة الكاتب الدكتور عبد الله ناصر العامري في رصد مشاهدات وثقافات وبيئات مغايرة في رحلته إلى الهند، بحضور الأديب محمد المر ومحمد سالم المزروعي الأمين العام للمجلس الوطني الاتحادي ونخبة من المهتمين والباحثين، فيما أدار الأمسية سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة.استهل السويدي الندوة بحديثه عن أدب الرحلات وقال: لقد عرفه العرب في عصر ازدهار الحضارة العربية الإسلامية، وبرز في هذا المجال أشهر الرحالة العرب ابن فضلان وابن بطوطة التي أطلقت عليه مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» لقب «أمير الرحالة» مشيراً إلى أنه منذ قديم الزمان فتن العرب بالهند بعاداتها وتقاليدها وتعدد أديانها.وقد جاء بعدهم رحالة جدد في القرن العشرين، ومع توثق علاقة الهند أيام زعيمها جواهر لال نهرو والزعيم المصري جمال عبدالناصر، هذان الزعيمان اللذان قادا مسيرة حركة عدم الانحياز ونهضة شعوب الشرق بعد حصولها على استقلالها.وصف السويدي ارتباط الهند بالخليج بأنه أمر بديهي، بحكم سيطرة الانجليز قرنين من الزمن على الهند وعلى أجزاء من منطقة الجزيرة العربية، وقال: بحكم العلاقات التاريخية القديمة، والموقع الجغرافي، أثرنا فيهم وأثروا فينا، فالكتاب يعتبر إضافة إماراتية مميزة لأدب الرحلات العربي، وهو عبارة عن مقالات هندية مزجت بطريقة مشوقة معلومات مبسطة عن الهند المعاصرة.استعرض العامري محتويات الكتاب، مؤكداً أهمية العلاقات الإماراتية – الهندية، وكيف ربطت شجرة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، التي غرسها في حديقة ضريح الزعيم الهندي المهاتما غاندي في راجا كات بدلهي قبل أربعين عاماً.وقال: غرس زايد قبل أكثر من أربعين سنة لشجرة «املتاش»، كما يطلق على تسميتها في الهند، واختارها كشجرة الظلال والدواء في نفس الوقت، ليعطي معنى إلى أهمية توطيد العلاقات العربية الهندية، فالعرب بحاجة للهند، كما هي حاجة الهند للعرب.نوه الكاتب بأن المتتبع لسياسة الهند الخارجية وعلاقاتها التاريخية مع الدول العربية منذ استقلالها على ما يزيد على أكثر من نصف القرن، يلاحظ أنها شهدت فترة ازدهار خلال عقد الخمسينات والستينات، مؤكداً أن الدور الذي قامت به جمهورية مصر العربية مع الهند في توثيق هذه العلاقة من خلال مؤتمر باندونك قد ساهم بشكل إيجابي وانعكس تأثيره على باقي الدول العربية.مشيراً إلى أن العلاقات العربية - الهندية محددة بعدة عوامل أهمها التاريخ والتجارة والاقتصاد والأهمية الاستراتيجية للمنطقة وأمنها، والتي شهدت تراخيا بسبب الحروب، مؤكداً أن التحديات والتغيرات السياسيــــة التي طرأت على السياسات الدولية تقتضي رؤية جديدة لأهمية التعاون الاستراتيجي مشترك بين المنطقة العربية والهند على حد سواء.أشار عبدالله العامري إلى أن الإمارات أصبحت تمثل الشريك التجاري الثالث للهند بعد الصين والولايات المتحدة، ولتوطيد هذه العلاقات الاستراتيجية شجعت الإمارات في عام 2004 دول مجلس التعاون الخليجي على توقيع اتفاقية تعاون اقتصادي يطمح إلي تأسيس منطقة حرة مع الهند، مؤكداً أن هناك الكثير من المبادرات التي يجب على البلاد العربية القيام بها لتحسين العلاقات مع الهند .
نشر في البيان 132300 بتاريخ 2016/11/16
أضف تعليقاً