أكدت الباحثة والكاتبة الجزائرية شهرزاد العربي، أن حب الوطن يعني بالضرورة حب اللغة، وأشارت إلى أن اللغة العربية تشكل جزءاً أصيلاً في هويتنا الوطنية. جاء ذلك خلال محاضرة ألقتها بعنوان «المعجم اللُّغوي للطفل.. النشأة والنهايات»، في مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، وذلك في مقر المركز في أبوظبي، بحضور منصور سعيد المنصوري النائب الأول لمدير عام المركز، وحشد من الدبلوماسيين والكتاب، والمهتمين.أدارت الأمسية، المترجمة ريما مروة، واستهلتها شهرزاد العربي بالقول، إن اللغة هي ذائقة أولاً، وإحساس ثانياً، والطفل أو غيره من القرَّاء، إذا لم يتذوق الكلمة في لسانه فلن تنفذ إلى عقله ووجدانه. وأضافت: من الضرورة أن نكون قادرين على البحث في جمال الأشياء، وتعليم الطفل منذ الصغر بشأن هذا الموضوع، أي كيفية الشعور والإحساس بجمال كل شيء حوله.وتابعت: إن اللغة تأتي مع الوطن، فتشكل شخصية الإنسان في مواجهة الآخرين، وإنه لمن الفطرة السليمة أن ينشأ الإنسان على ذلك، لا أن يتجه للادعاء بأن لغته لا تواكب العصر.وأضافت: إن الناطقين بألسنة غير عربية شهدوا على ثراء هذه اللغة، واهتموا بها اهتماماً كبيراً، وأُنْشِئت المدارس والجامعات للتعريف بها، كما أشارت إلى أن الكتاب الفرنسيين والإنجليز وغيرهم، اهتموا بوضع قواميس للغة العربية.وقالت شهرزاد: إن الدعوة إلى تبسيط اللغة، وحصرها في عبارات قليلة، يهدم خاصية امتازت بها اللغة العربية على غيرها من اللغات، فالعرب بنوا حضارة اللغة ولم يسبقهم أحد للوصول إليها ولا لحقهم بها.ومن ثم تحدثت الكاتبة عن تجربتها مع أدب الطفل: عندما فكرت في القاموس القصصي للأطفال، رأيت أن يكون قاموساً قصصياً فريداً يجمع بين القصة والمفردة. كما تحدثت عن المجموعة القصصية التي تكتبها للأطفال. وقالت: جعلت الكلمة بطلة القصة، وهو ما يقود الطفل مباشرة لاستيعاب كل شيء.وذكرت أن المعجم القصصي مزج بين القاموس والقصة للتحكم في المفردات مرة، والنص مرة أخرى، موضحة أن أدب الطفل يتأثر بعضه بعضاً، سواء أكان الكتاب صادراً في إنجلترا أو بلجيكا أو إسبانيا أو غيرها من البلدان، والدليل الأكثر وضوحاً كتاب «هاري بوتر».يذكر أن «المعجم القصصي للأطفال»، صادر- بجزئيه- عن مركز سلطان بن زايد، ويمزج بين القاموس والقصة، وهو ما يسهم في إظهار ثراء اللغة العربية للأطفال.
نشر في البيان 13301 بتاريخ 2016/11/17
أضف تعليقاً