حضور الأساطير في الملاحم والقصائد خلال «الشارقة للكتاب»


استضاف «ملتقى الكتاب» في معرض الشارقة الدولي للكتاب، د. عبد العزيز المسلم، د. بدرية الشامسي، د. عائشة الدرمكي، في ندوة «حضور الأساطير في الملاحم والقصائد». حيث أشارت الشامسي إلى أن أهمية توظيف الرموز الأسطورية في القصيدة الحديثة، تنبع من كونها تشكل صورة حسية، مولدة للمعنى ومسكونة به. فأهمية الأسطورة تأتي من حضورها في الثقافة الجمعية، ومن كونها تمثل انعكاساً للاشعور الجمعي، ما يجعل استدعاءها يستحضر فضاءها التخييلي والوجداني، ودلالتها الرمزية الموحية.وتحدثت الدرمكي قائلة: «أصبحت الأساطير جزءاً أساسياً من تاريخ الوعي الإنساني، ابتكرها الإنسان للوصول إلى الحقيقة التي لا يعلم عنها شيئاً، ليؤرخ لنفسه وكينونته ووجوده في الكون، ويجد من خلالها تفسيراً للغيبيات المحيطة به، وإجابة عن تساؤلاته، وسرّ هذا الوجود، والقوى المحيطة به، ولكي تتوطد علاقته بالكون». واستعرضت بعض الكائنات الأسطورية المعروفة في سلطنة عُمان، وتناولت الطقوس والمعتقدات المرتبطة بتلك الكائنات الخرافية التي ما زالت في الذاكرة الشعبية العمانية. وأشار المسلم (الإمارات) إلى أن الخيال طابع مميز في أعمال المبدعين، وهو الذي يخلق استجابة واضحة لدى المتلقي، والشعر كإبداع خاص له عالم من المخيلة الخصبة. لذا اهتم الشعراء بالبحث في الحكايات الخرافية، واكتشاف مغزاها في تنوير الناس عن طبيعة وأهمية العقل والعقلانية. موضحاً أن ليست هناك أساطير في التراث الثقافي الإماراتي أو الخليجي، بالمعنى المعروف للأسطورة، لكن توجد خراريف، وقال: «العرب لم يتحدثوا عن الأسطورة، لكنهم تحدثوا عن الكائنات الخرافية. وهي حكايات تترجم التراكمات التاريخية التي تكونت نتيجة تفاعل الأفكار والصور في اللاوعي، تجاه البر والبحر والصحراء وظواهر الطبيعة المختلفة». وأضاف: «طبيعة القصيدة الشعبية أن تعتصر العديد المتنوع من هذه الثقافات والمعتقدات، لأن الشعر هو الوجه الآخر للإنسان». وقال المسلم: «الشعراء الشعبيون في الإمارات لم يهتموا كثيراً بالخرافة، واستمدوا أفكارهم من القرآن الكريم، ووظف بعضهم الخراريف للتعبير عن مشاعرهم، ومكنون وجدانهم من حب، من دون تعارض مع العادات والتقاليد المجتمعية»، واستشهد ببعض قصائد الشاعر راشد الخضر. مؤكداً «أن الكلمات أقنعة، وأن الحقيقة سرٌّ، وأن الشعراء اهتموا بهذه المبادئ، ونقبوا من جانب آخر في الخراريف، عما يمكنهم من طرح مواضيع قصائهم، من دون الوقوع في شرك الإسفاف أو الخروج عن التقاليد، وهو الاستخدام الأمثل للخيال الخلاق».


نشر في الإتحاد 15096 بتاريخ 2016/11/05


الرابط الإلكتروني : http://www.alittihad.ae/details.php?id=55331&y=2016

المزيد من الأخبار في ندوات ومؤتمرات ومهرجانات- الإتحاد 15096

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37225
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة