يقال إن المسرح هو الأدب الذي يمشي، ولكنه في معرض الشارقة الدولي للكتاب، أصبح يقرأ أيضاً. فعلى خشبته اجتمع عدد من الأطفال لأداء عروض مسرحية حملت توقيعهم في تصميم المشاهد وإخراجها والنص أيضاً، حيث جاءت هذه العروض نتيجة لورشة عمل، خضع لها أبناء مراكز الأطفال في الشارقة، والذين اجتهدوا خلال الفترة الماضية في قراءة أكثر من 100 قصة، اختير منها 12 قصة، وتم تحويلها إلى أعمال مسرحية تحمل لمساتهم الخاصة، ليس في التقديم وحسب، وإنما في صياغة النص وتصميم العرض بالكامل. تلك التجربة، تجسدت على خشبة معرض الشارقة للكتاب، حيث يجتهد الأطفال في تقديم عروض مسرحية، مستوحاة من قصص اطلعوا عليها طيلة الفترة الماضية، تماشياً مع مبادرة عام القراءة.عروض الأطفال لم تكن اعتباطية، وإنما جاءت على أسس مسرحية صحيحة، حيث يشرف على تدريبهم وإعدادهم المسرحي محمود أبو العباس، والذي أكد لـ «البيان» أن الفكرة من ذلك هو تشجيع الأطفال على القراءة. وقال: «الهدف الأساسي هو إدخال الأطفال إلى المكتبات للقراءة، وكل واحد منهم ينتقي القصة التي يراها مناسبة، وقراءتها ومشاركة أفكارها مع الآخرين، وبعد ذلك تم دعوة الأطفال لانتخاب قصة واحدة لتحويلها إلى نص مسرحي، بمساعدة الأطفال أنفسهم».ولوجود اختلاف بين طبيعة النص المسرحي والقصص القائمة على السرد، يتم اخضاع الأطفال إلى محاضرات خاصة لتعليمهم عملية البناء الدرامي وكتابة النص، وانتقاء الأفكار التي يمكن أن تكون في النص المسرحي، وفي ذلك قال أبو العباس: «القصص عادة تبنى على السرد، وفي المسرح نحتاج إلى أفعال درامية، ويتم استقاء ذلك من خلال الأطفال أنفسهم عبر توجيههم ناحية الأفكار التي يمكن أن تجسد على الخشبة». وأضاف: «بعد تحديد الأفكار المطلوبة، والانتهاء من كتابة النص المسرحي، يتم توزيع الأدوار على الأطفال وتدريبهم على الفعل المسرحي، وتحديد مكان العرض، وشكل السينوغرافيا، وذلك كله يكون نابعاً من خيال الأطفال بهدف إطلاق العنان لهم ولخيالهم».أبو العباس أشار إلى أن هذه التجربة خلصت إلى إعداد 12 عملاً مسرحياً، قام بها 12 مركزاً، وأنه تم من بينها اختيار 6 عروض لتقديمها أمام زوار معرض الشارقة للكتاب، وقال: «هدفنا الأساسي هو تشجيع الأطفال على القراءة، وإطلاق ملكة التعبير لديهم، وكذلك تخليصهم من حالة التلقين التي تمارس عليهم أحياناً كثيرة، إلى جانب تعليمهم فهم رأي الآخر، عبر جلسات النقاش التي يلتقون فيها مع مشاهدي العروض للاجابة على أي أسئلة يتلقونها، وذلك محاولة لكسر حاجز الخجل لديهم».
نشر في البيان 13319 بتاريخ 2016/11/05
أضف تعليقاً