مواطن يُطلق قناة متخصصة بالكتب على «يوتيوب»الجابري: «نهر الكتب».. 3 دقائق لإثراء المحتوى العربي على الإنترنت


لا يخشى الإماراتي خالد الجابري المسالك الصعبة، فقد ظل انتقائياً في خياراته، مثابراً على أهدافه التي دفعته بعيداً عن ريادة الأعمال وتجارة التجزئة والتوزيع، لتضعه على مشارف الثقافة والفكر وحس المسؤولية الإنسانية العالي الذي امتلكه خالد، وأثبت به قدرته على تغيير وجه الواقع والمساهمة في جهد تجذير الثقافة والفكر في المجتمع، وتكريس مفهوم المعرفة كأسلوب حياة أثبتته تجربة «نهر الكتب»، مشروع قناته الخاصة على «يوتيوب».مشروع قناة متخصصة بالكتب أطلقها خالد، معتمداً على ماله الخاص وأشرف فيها على عملية الإعداد والتقديم وقيادة فريق من الشبان المصورين والتقنيين المحترفين في عمليات تصوير التقارير الخارجية، التي أظهر فيها خالد حرفية وإتقاناً ليسا غريبين على شخص اعتاد المنابر التعليمية والملتقيات العامة التي وصفها قائلاً: «اكتسبت بعض هذه الثقة مع الوقت وبفضل ما قدمته من دورات تدريبية ومحاضرات في الإدارة والعلوم الانسانية أهّلتني لاحقاً إلى تجاوز الخوف، لكن الكاميرا كانت أمراً لم أتعوده بعد، فكان لدي خياران: إما أن أقوم بإعداد هذه الفيديوهات بشكل شخصي ومجاني أو أن أستعين بفريق عمل متخصص مقابل مبلغ مالي محدد من أجل الحصول على منتج يحقق الاستفادة العامة ويضمن استمراريته».وعن دوافع إطلاق هذه القناة تابع «بعد الإعلان عن مبادرة عام القراءة واعتمادها نهجاً جديداً للمعرفة في الدولة، كان من الضروري استحداث هذه المبادرة الثقافية التي انكببنا على إعدادها منذ شهر فبراير الماضي، لنطلقها في شهر سبتمبر 2016».كان الهدف من هذا البرنامج الشبابي «نهر الكتب» دعم المبادرة التي أطلقتها القيادة، والمساهمة في تكريس هذا الجهد العام بين مختلف فئات المجتمع الإماراتي، للوصول إلى تحقيق أهداف تجذير القراءة في العادات اليومية للأفراد، أما الهدف الثاني فتمحور حول إثراء المحتوى العربي على الانترنت، لقلة المراجع الناطقة باللغة العربية على محركات البحث، وصعوبة تحصيل محتويات مفيدة وثرية أثناء عمليات البحث الطويلة، لذا حاول البرنامج الجمع بين المحتوى المفيد والسهل والنجاعة المتطلبة في تحصيله، حيث يمكن ملاحظة قصر المدة المخصصة لكل حلقة التي لا تتعدى الثلاث دقائق، إذ يعد «نهر الكتب» الآن برنامجاً شبابياً يثري المحتوى العربي ثقافياً عبر عرض ثلاثة كتب في ثلاث دقائق يسلط فيها الضوء على موضوع موحد.عن طريقة وصوله إلى الناس ودور المنصات الالكترونية والاجتماعية في دعم وترويج الفكرة، قال الجابري: «سعيدون بتحقيق نسبة مشاهدة جيدة، إذ تجاوزنا اليوم الـ30 ألف مشاهدة في فترة لا تتعدى الشهرين، وهو رقم ريادي مقارنة بقطب المحتويات الترفيهية المهم الذي بات اليوم مستحوذاً على أكبر وأعلى نسب المشاهدة، كما هو تكريس واضح لنجاح هذه التجربة، ودليل على عمق وثراء مضامينها المعرفية التي غدت منتشرة ليس فقط على صعيد دولة الإمارات ودول الخليج فحسب، بل على جزء مهم من الوطن العربي، خصوصاً منطقة المغرب العربي». ويتابع «أنا فخور اليوم ليس فقط باجتذاب جمهور عريض من المهتمين بمحتويات الكتب، بل بمقياس الجودة التي فرضها هذا النوع من الجمهور، الباحث عن مواطن المعرفة ومشارب الثقافة والفكر من مختلف الأعمار والجنسيات».على عكس التوقعات، اجتذبت المضامين التي قدمتها قناة «نهر الكتب» جمهوراً واسعاً من المهتمين والمتابعين المتعطشين إلى هذه «الفسحات الفكرية الذكية» التي استعرضها الجابري مباشرة على قناته على «يوتيوب»، ودعمها بمجهود شخصي وصفه بالقول: «لقد عمدت إلى دعم وتثبيت تجربة (نهر الكتب) على مختلف منصات التواصل الاجتماعي المتاحة، من خلال محاولة الاستفاضة في شرح وتقديم المزيد من تفاصيل بعض الكتب التي تم التطرق إليها سابقاً بشكل معمق؛ يضمن تعميم محتوياتها وزيادة مستوى الاستفادة منها، وذلك على مختلف حساباتي الأخرى على الانترنت، مثل موقع (سناب شات) الذي يتيح لي وقتاً يمكن أن يصل إلى ست دقائق كاملة أخصصها لموضوع كتاب واحد».اعتمد خالد لنشر فكرته على ما أتاحه له وقته وإمكاناته الشخصية، فكانت المنصات الاجتماعية رافداً حقيقياً لنجاحاته الصغيرة وأهدافه الكبيرة التي ابتدأها بشكل كبير على حساباته الشخصية على «انستغرام» و«تويتر»، التي خصصها لاحقاً لنشر محتويات البرنامج وتسويق مضامينه الفكرية، وعن آليات إقناع الجمهور بمشروعه، يقول: «قد لا يتبادر إلى أذهاننا في ظل زخم الحياة العصرية ونسقها السريع والمزدحم أن الكثير منا باحث عن الفائدة ومثابر في تحصيلها، وهذا ما حاولت المراهنة عليه في البداية عند إطلاق المشروع، ففوجئت بتقبل الجمهور واهتمامه، كما حفزتني الشراكات التفاعلية التي أبداها بعض الأصدقاء لدعم وإنجاح المبادرة ونشرها على نطاق أوسع».


نشر في الإمارات اليوم بتاريخ 2016/12/17


الرابط الإلكتروني : http://www.emaratalyoum.com/life/culture/2016-12-17-1.953814

المزيد من الأخبار في عام القراءة 2016- الإمارات اليوم

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33422
المؤلفون
18511
الناشرون
1828
الأخبار
10251

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة