تحولت محاضرة «المشهد الروائي العالمي، البعد الغائب في المشهد الإماراتي»، التي نظمها اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في مقره بالشارقة إلى منصة هجوم على الصفحات الثقافية في الصحف الإماراتية اليومية، وحمل الكاتب والمترجم المصري زكريا أحمد، على الصفحات الثقافية متهماً إياها بعدم مواكبة التطور الثقافي الكبير في الإمارات.تغييب المشهد الروائي العالمي محلياً، لخلو تلك الصفحات من أخبار المشهد الروائي العالمي، في وقت كان من المفترض أن تشكل فيه هذه الصفحات نافذة للاطلاع على المشهد العالمي، وقال أحمد إن كتّاب الأقسام الثقافية في الصحف اليومية في الإمارات تتملكهم شهوة الكتابة، فتبتلع تلك الشهوة الأخبار الثقافية العالمية، وتحرم منها القارئ والمتطلع لمتابعة المشهد الروائي العالمي، ووجه بعض من الحضور الذي تابع المحاضرة انتقادات لعنوان المحاضرة واختزال المحاضر كل المشهد الروائي العالمي في الجوائز والمسابقات الدولية والإقليمية للرواية، ما خلق أجواء ساخنة في المحاضرة، قبل أن يعود مقدم الندوة الفنان والناقد الإماراتي علي العبدان ويمسك بزمام الأمور مرة أخرى.وتحدث أحمد عن أبرز ملامح حركة السرد عموماً، والرواية خصوصاً في العالم، وأثر الجوائز الأدبية في تنشيط هذا الفن، غير أن الرجل أشار إلى ضعف صاحب انعكاس هذه العملية على الساحة الثقافية الإماراتية، مرجعاً ذلك إلى عدم تفاعل الصحف اليومية التي تنشر مواد مجففة لا تقترب من المشهد الثقافي العالمي، مشيراً إلى أن بعض الصحف تنشر ملفاً يتناول موضوعاً واحداً، ورغم إشادة أحمد بذلك إلا أنه عاد ليقول إن ذلك يسهم أيضاً في الانفصال عن المشهد الثقافي العالمي، مقترحاً أن يكون هنالك أسبوع للرواية وأخبارها، وثمن أحمد انفتاح الإمارات وحرصها على التفاعل مع ما يحدث في العالم.وعدد أحمد المآثر التي تحدثها الجوائز الأدبية في تنشيط فن الرواية، مشيراً إلى أن بعض الجوائز مثل «دبلن»، تقوم بنشر كل الروايات المرشحة للقائمة الطويلة، إضافة إلى النشاط الكبير الذي تحدثه جائزة البوكر وغيرها من جوائز الرواية العالمية، مشيراً إلى أهمية تفاعل الصحف ورصدها لهذه الفعاليات وتغطيتها محلياً، مشيراً إلى الاهتمام الكبير محلياً بفن الرواية، ووجود جوائز للرواية في الإمارات، مثل جائزة الإمارات للرواية، غير أن أحمد ربط هذه المنافسة بالمتابعة، مؤكداً مرة أخرى ضرورة متابعة النشاط العالمي للرواية العالمية على المستوى المحلي، ليخلص إلى أن الصحف مقصرة تماماً في متابعة واقع الرواية العربية، داعياً إلى ضرورة أن تنفتح الصحف، وأن تواكب حركة النشر الكبيرة في الدولة التي جعلت من الإمارات مركزاً ثقافياً واعداً، معتبراً أن الصحافة تشكل حلقة ضعيفة في هذه العملية لكونها ما زالت منغلقة، داعياً إلى إنشاء بيت للرواية على غرار بيت الشعر، ومجلة متخصصة في الرواية، بغرض مواكبة حركة السرد النشطة في الإمارات.وفي المحاضرة قام أحمد بتفكيك عنوان المحاضرة، مشيراً إلى أن الحديث عن «المشهد العالمي»، يقصد منه ما يجري في العالم الآن على مستوى الرواية، وما يعنيه بالمشهد الإماراتي هو ما يدور الآن في هذا المشهد، بالتالي فإن العنوان يهدف إلى توضيح كيفية متابعة أخبار المشهد العالمي، وما يحدث فيه.
نشر في الخليج 13732 بتاريخ 2016/12/23
أضف تعليقاً