تواصلت فعاليات معرض رأس الخيمة للكتاب في مركز رأس الخيمة لمعارض «إكسبو» حيث استضاف المقهى الثقافي المصاحب للمعرض في أولى فعالياته ياسر القرقاوي، مدير إدارة الفعاليات الثقافية، ومدير إدارة المراكز الثقافية بالإنابة، في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في ندوة قدّمها هيثم الخواجة، تحدث القرقاوي عن الثقافة الإماراتية في 45 عاماً، وقال «إن مخزون العمل الثقافي والإبداع الإماراتي على مدار 45 عاماً من عمر الدولة يفتقر حتى الآن لـ»المحتوى الرقمي»، بما فيه من أعمال مسرحية وشعرية وأدبية ومحاضرات وندوات ثقافية وإصدارات فكرية ومعرفية تطال مختلف حقول المعرفة.أكد القرقاوي أن دور المؤسسات الثقافية في الإمارات تغير بين مرحلة بداية نشأة الدولة وقيام الاتحاد، وما نعيشه حاليا، إذ كانت مهامها في حقبة التأسيس مهمة للغاية، وتجسد ذلك الدور وتلك المهام في المحافظة على الموروث الشعبي الإماراتي، وحماية الهوية الوطنية للدولة، والحفاظ على التراث الوطني والشعبي، معتبراً أن المؤسسات الثقافية وجمعيات الفنون الشعبية في الإمارات خلال فترة البدايات قد اندثر الكثير منها.ورأى القرقاوي أن دور المؤسسات ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة اختلف اليوم، في ظل كثرة المثقفين والأدباء في الإمارات، إذ باتت الوزارة والمؤسسات الثقافية محفزاً قوياً لعمليات الإنتاج الفكري والمعرفي، بجانب دعم المثقفين والكتّاب.وطالب القرقاوي، بتطوير آليات العمل في المؤسسات والمراكز والجمعيات الثقافية في الإمارات، لا سيما جمعيات النفع العام، التي يستظل تحت ظلها المثقفون في الإمارات، سواء الفرق المسرحية، واتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وجمعيات وفرق الفنون الشعبية، والتشكيليون.وأوضح القرقاوي أن التغيير والتطوير المنشود في المؤســسات الثقـافية العاملـــة في الإمارات، يتمثــل تحــديداً فـي مواكبـــة العصــر الرقمـــي في العالم، بتدوين وحفظ الأنشطــــة والفعــاليات، التـــــي تنظمهــا وتسجلــها «رقميـــاً» وإلكترونيــــاً، والانتقـــال بآليـــات عملها وأساليب احتضانها للمثقفين والفنانين ورعاية المبدعين، عبر الاعتناء بـ «المحتوى الرقمي» للعمل الإبداعي، بكل وجوهه وأشكاله.ورأى ياسر القرقاوي، خلال محاضرته في المقهى الثقافي، أن الأجيال الحالية والقادمة ستكون محرومة من الإبداع والعمل الثقافي الإماراتي بسبب غيابهما عن «المحتوى الرقمي»، في مواقع الإنترنت، وبرامج التواصل الاجتمـاعي، وعدم توفــــر نسخة «ديجيتل» في ظل أن الأجيال الجديدة تحديداً تقـرأ من خــلال «الإنترنـت» والأجهزة الذكيةـ، لافتــاً إلى خـطورة عدم تـوفر «محتــوى رقمــي» للإبــداع الإماراتي والفعـاليات الثقافية في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.واستعرض القرقاوي دور المؤسسات والمراكز الثقافية في الإمارات في دعم الثقافة والمثقفين، باعتبارها داعماً وقسّمها إلى اتحادية ومحلية، من وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، إلى الدوائر والهيئات المختصة بالثقافة في الإمارات المختلفة، وهناك المؤسسات التجارية ومؤسسات القطاع الخاص إجمالاً، كدور النشر، التي تشكل دعماً كبيراً للمثقفين والكتّاب في الدولة، فضلاً عن المؤسسات الثقافية، التي أنشأتها شركات خاصة ورجال أعمال كبار من أبناء الإمارات، إذ تموّل من التجار والشركات الكبرى، في إطار مفهوم «المسؤولية المجتمعية»، من أهمها مؤسسة سلطان بن علي العويس، التي تموّل نفسها ذاتياً، وكل من مسرح دبي الاجتماعي ومركز الفنون، التابعين لمجموعة شركات الفطيم، ومؤسسة جمعة الماجد للتراث، لافتاً إلى أن الشركات الأم والراعية لتلك المؤسسات الثقافية الفاعلة في الحياة الثقافية الإماراتية تخصص نسبة من أرباحها لصالح مؤسساتها الثقافية، كـ «الوقف الثقافي»، الذي أوقفه الراحل سلطان العويس.
نشر في الخليج 13771 بتاريخ 2017/01/31
أضف تعليقاً