طالب عدد من الحضور والمشاركين في الأمسية الرابعة من «المقهى الثقافي» في معرض رأس الخيمة للكتاب من المثقفين والكتّاب والأدباء، بجمع وتدوين ودراسة شعر الراحلين من شعراء الإمارات، بنتاجهم من الشعر الشعبي، نظراً لأهمية ذلك في الحفاظ على تراث وطني شعري وموروث شعبي بالغ الأهمية، يعكس الهوية الوطنية والخصوصية الإماراتية، ويشكل جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الدولة ويحكي سيرتها وتاريخها في حقب ماضية.قال د. أحمد عبدالمنعم عقيلي، الناقذ وأستاذ النقد الأدبي الحديث في جامعة الغرير، وجامعة حلب سابقاً: إن الحركة الشعرية في الإمارات تحقق التجلي والإبداع، في ظل رعاية سامية وكريمة من قبل قيادة الدولة، بدأها المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وحمل الأمانة من بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله»، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.وأكد د. عقيلي، أن الحركة الشعرية في الإمارات، منذ ولادة الاتحاد ونشأة الدولة في تصاعد وازدهار وتطور مستمر، وهو ما يتواصل حتى الآن، وصولاً إلى «العالمية»، عبر مشاريع ترجمة موسعة تجري حالياً، تشمل مجموعتين شعريتين لحبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء العرب، بجانب دراسات مقارنة لإنتاجه الشعري مع نتاجات شعراء عالميين، وترجمة نصوص شعرية أخرى سابقاً، لكل من حبيب الصايغ، وشهاب غانم.واعتبر عقيلي، أن من وجوه نشاط الحركة الشعرية في الإمارات وتجلياتها، المهرجــــانات الشعـــرية، التي تحفل بها الدولة، عبر امتدادها الجغرافي، و«بيوت الشعر»، التي أخذت فـي الانتشار في أنحاء الإمارات، حيث تضم كلاً من أبوظبي والشارقة «بيتا للشعر»، ومعارض الكتاب في عدد من إمارات الدولة، إضافة إلى برنامج «أمير الشعراء» ونظيره «شاعر المليون».وتناول أستاذ النقد الأدبي، خلال الجلسة، التي قدمها زكريا أحمد عيد، المسؤول الثقافي بمكتبة اليقظة في رأس الخيمة، عدداً من أعلام الشعر العربي في الإمارات، وسلط الضوء على نماذج من نتاجاتهم الشعرية، التي تعكس حيوية النتاج الشعري الإماراتي، تميزه، ممثلاً بقامات شعرية، أبرزها حبيب الصايغ، أحمد العسم، محمد عبدالله البريكي، عبدالله الهدية، وكلثم عبدالله.ورأى عقيلي، أن الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ اتسم بـ«الموسوعية» والعمق في شعره وطرحه الأدبي، وتناوله القضايا الوطنية، التي على رأسها إلقاء الضوء على دور المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد في رعاية الثقافة والمثقفين في الإمارات والوطن العربي، واحتضــــان الشعر والشعراء. واستعــرض نماذج من قصائد الشاعر الإماراتي أحمد العسم، محللاً إياها وفق «المنهج النفسي»، الذي خلص بواسطته إلى الأثر العميق لـ«صفاء القلب» والسمــو الروحي للشاعر في بنية نصه الشعري.وأشار ضيف الأمسية إلى قيمة وأهمية البناء الفني الشعري لدى محمد عبدالله البريكي، وإتقانه فن الشعرين الفصيح والنبطي، عبر التقيد بالوزن والقافية على صعيد القصيدة العمودية، وإتقان بناء النص الشعري الشعبي باللهجة المحكية.رأى الدكتور أحمد عقيلي، أن قصـــيدة (جلفار) لعبد الله الهدية تمثل لوحة شعرية إنسانية خالصة ومتجذرة في أرض الإمارات ومحبة الوطن، لتكون أيقونة شعرية مرسومة بـ«الكلمات».ولفت إلى أن، الشاعرة الإماراتية كلثم عبدالله تشكل نموذجاً للشاعرة الإماراتية، ذات نتاج شعري غزير، لاسيما في الشعر النبطي، وقدمت نماذج شعرية متنوعة الأغراض والاتجاهات تغــــطي المواضـيع الوجدانية والإنسانية وحب الوطن، وحققت في جميعها مفهوم «الشعرية» فـي النــص والعمـق البنـيوي والإيقاعي، الذي يلتزم بأسس القصيدة النبطية وأصولها.وفتحت جلسة «المقهى الثقافي» الباب واسعاً للحوار والنقاش مع ضيف الأمسية. أشاد خلالها، الشاعر أحمد العسم، نائب رئيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، ورئيس فرع الاتحاد في رأس الخيمة، بدور غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، في دعم الحركة الثقافية في رأس الخيمة، عبر تكفلها بتنظيم معرض رأس الخيمة للكتاب سنوياً، معبراً عن أمله في أن يتابع المثقفون في رأس الخيمة تلك الفعاليات الثقافية والأدبية، بالحضور والاهتمام، بصورة أوسع.
نشر في الخليج 13773 بتاريخ 2017/02/02
أضف تعليقاً