لاتزال القراءة تحتاج إلى تحفيز واهتمام، وبالرغم من معرفتنا بأهمية اعتبارها وسيلة لإثراء العقل وباباً مفتوحاً على العلوم والثقافة والإبداع، إلا أننا لا نزال نغفل فوائدها، ومنها أنها أصبحت تعتبر علاجاً فعالاً للكثير من الأمراض النفسية والاضطرابات الانفعالية. عن «العلاج بالقراءة والسيكودراما» كان عنوان محاضرة قدمتها هالة الأبلم الاستشارية النفسية والتربوية ونائب مدير قرية العائلة للأيتام بدبي، في ندوة الثقافة والعلوم، بحضور الأديب عبد الغفار حسين، وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة، ونخبة من المهتمين والباحثين، فيما أدار المحاضرة الروائي ناصر عراق . استهلت الأبلم المحاضرة بحديثها عن ماهية العلاج بالقراءة، من خلال استخدام مواد قرائية كالكتب والنشرات وصولاً إلى الكتب الإلكترونية يقرؤها المريض ويتفاعل معها ويستفيد بها في حل مشكلاته النفسية، ومع التفاعل الدينامي بين شخصية القارئ والمادة المقروءة، ويتم توظيفها لتحقيق الصحة النفسية، منوهة إلى أهداف العلاج بالقراءة ومنها الإسهام في تشكيل البناء المعرفي للمريض واكتسابه معرفة شاملة عن مشكلاته النفسية والتوافق معها، إلى جانب اكتساب ميول قرائية وتعلم التفكير الإيجابي البناء والاتصال بالواقع والمساعدة في تحليل سلوكياته. قراءة كتاب قد يكون فيه شفاء عاجل من الكثير من الاضطرابات النفسية، وعن الخطوات التي يمكن اتباعها في العلاج بالقراءة قالت الأبلم: إن المعالج يقوم بتحديد طبيعة المشكلة، تم تحديد المادة القرائية ومناقشة المادة المقروءة مع المريض، وهذا يسمى الإرشاد التفاعلي بالقراءة، مؤكدة ان الأمراض التي أثبت العلاج بالقراءة فاعلية في علاجها هي: الاضطرابات النفسية الجسمية، والاضطرابات الانفعالية، والإرشاد العلاجي للكبار، مشيرة إلى إن من أمثلتها: حالات ذوي الاحتياجات الخاصة، وحالات الوالدين في إرشاد الأطفال وحالات الأمراض المزمنة،وغيرها.. الأبلم أكدت أن القراءة تعتبر مصدراً للسعادة وذلك من خلال جلساتها والتي تعتبر أكثر أنواع العلاج النفسي الذي يقبل عليها الجميع بدون خوف، فهي ليس لها أي أضرار نفسية أو اجتماعية، ويستطيع من خلالها الطفل تغيير نظرته إلى مشكلته النفسية، كما أن جلسات العلاج بالقراءة الجماعية تخفف الآلام للوصول إلى درجة من الاستقرار النفسي، وقالت: إن أفضل مصادر للقراءة هي القصص التي تتناول الخبرات البشرية، لافتة إلى إن أفضل ما يقرأ هو الكتب السماوية.
نشر في البيان 13400 بتاريخ 2017/02/24
أضف تعليقاً