دور القراءة في نهضة الأمم وتاريخ المعارف كانت محول مجمل النقاش الذي دار خلال الملتقى الثاني لنادي الموارد البشرية الذي عقدته الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية الخميس الماضي في فندق انتركونتننتال فيستفال سيتي تحت عنوان «القراءة بين المتعة والفائدة»، تزامناً مع الشهر الوطني للقراءة برعاية معالي عبد الرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، رئيس الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، وبحضور الدكتور عبدالرحمن عبدالمنان العور مدير عام الهيئة، وأكثر من 150 من منتسبي وأعضاء النادي.حيث أكدت السعد المنهالي رئيس تحرير مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية أن القراءة كلمة السر وراء بقاء الحضارات وتميزها عن غيرها من الحضارات، وأن الإرث الحقيقي للأمم يقاس بحجم العلوم والمعارف التي تنتجها وتفيد بها البشرية والأجيال المقبلة.كما شددت على الدور المحوري الذي تلعبه القراءة في الارتقاء بالأمم والشعوب، والمحافظة على مكتسباتها ومنجزاتها، وكيفية الاستفادة من التكنولوجيا والتقنيات الحديثة على اختلافها في التعلم والقراءة وتنمية المهارات والمعارف، بالإضافة إلى كيفية الاستمتاع بالقراءة.وأوضحت أن امتلاك المعرفة أفراد المجتمع للثقافة والمعرفة غير كاف لبناء مجتمع المعرفة، بل يحتاجون إلى تبادل ومشاركة تلك المعرفة مع الآخرين، واستثمارها على الوجه الأمثل.وسلطت المنهالي، الضوء على الفرق بين المقروء والمشاهد، وكيفية تحقيق السعادة من خلال القراءة، ومعايير الفائدة وعلامات المتعة عبر عرض مقتطفات من تحقيقات ومواضيع مجلة ناشيونال جيوغرافيك.وأشارت إلى أن إطلاق مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية في العام 2010 جاء بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في خطوة تعكس حرص سموه وحرص دولة الإمارات على مشاركة العالم المعرفة من خلال النسخة العربية للمجلة التي تباع بسعر رمزي وأقل بكثير من النسخة الإنجليزية الأم.وذكرت أن رؤية المجلة تقوم على إلهام الناس حب الاستكشاف وتنوير عقولهم بالمعارف الجغرافية والعلمية والثقافية؛ من أجل الحفاظ على كوكب الأرض، منوهةً إلى أنها ترمي إلى تحقيق مسعى دولة الإمارات المتعلق بتشجيع مجتمع قائم على المعرفة والعلوم والابتكار على الصعيد المحلي والعربي.وتناولت السعد المنهالي في عرضها الدور المهم الذي ينبغي لأولياء الأمور ومؤسسات التعليم المختلفة لعبه؛ من أجل غرس مفهوم وثقافة القراءة في نفوس الأبناء وجعلها عادة يومية وممارسة حياتية، مستعرضة بعض الصور المنشورة في مجلة ناشيونال جيوغرافيك حول العالم والقصص الإنسانية المرتبطة فيها.وفي كلمته خلال الملتقى أشاد الدكتور عبدالرحمن العور بالحراك الذي تشهده الدولة على صعيد المبادرات الهادفة إلى نشر المعرفة وترسيخ ثقافة القراءة محلياً وإقليمياً وعالمياً، مرجعاً الفضل في ذلك إلى حرص ومتابعة القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أطلق مبادرة 2016 عام القراءة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي وجه ليكون شهر مارس من كل عام شهراً وطنياً للقراءة.وذكر أن هذه المبادرات الريادية تعكس حجم الاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة للدولة للقراءة، على اعتبارها زاد الأمم والشعوب وأحد مقومات الرقي والتقدم، متوجها بالشكر إلى أسرة تحرير مجلة ناشيونال جيوغرافيك وجميع القائمين عليها على جهودهم المتميزة في نشر المعرفة والمعلومة الهادفة بأسلوب جذاب وشيق.على هامش الملتقى وقع الدكتور عبدالرحمن العور، والسعد المنهالي، مذكرة تفاهم بين الطرفين بهدف نشر المعرفة، وترسيخ القراءة كثقافة وممارسة على مستوى الحكومة الاتحادية.ووفقاً للمذكرة ستقدم مجلة ناشيونال جيوغرافيك خصومات حصرية على رسوم الاشتراك في المجلة تصل لغاية 50% لكافة موظفي الحكومة الاتحادية، كما ستزود الهيئة وبشكل دوري بموضوعات ومواد قرائية متنوعة خاصة بالمجلة؛ لاستخدامها في مطبوعات الهيئة المختلفة كمجلة صدى الموارد البشرية نصف السنوية المتخصصة، ومجلة الموارد البشرية الشهرية.وتأتي المذكرة ضمن مبادرة الخصومات الخاصة بموظفي الحكومة الاتحادية «امتيازات»، والتي أطلقتها الهيئة في العام 2011، بهدف منح موظفي الحكومة الاتحادية وعائلاتهم خصومات خاصة واستثنائية على أسعار السلع والخدمات التي تقدمها مؤسسات القطاع الخاص بموجب مذكرات التفاهم واتفاقيات الشراكة التي توقعها مع الهيئة.
نشر في البيان 13409 بتاريخ 2017/03/05
أضف تعليقاً