في إطار مشروع «القراءة في مجالس الأحياء»، نظمت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة جلستين بمجالس الأحياء في كل من رأس الخيمة والشارقة، حيث أطلق جلسة في إمارة رأس الخيمة بمقر البيت المتوحد، وجلسة في إمارة الشارقة في مجلس ضاحية مويلح، واللتين قدمتا مجموعة من البرامج والأنشطة الثقافية والمعرفية، إضافة إلى ندوة مفتوحة حول القراءة كمنطلق للتطور وزيادة الوعي، وذلك بالتعاون مع إدارات مجالس الأحياء لتفعيل دورها كمنابر للقراءة والمعرفة، عن طريق عقد فعاليات مثل أندية الكتاب وورش العمل لفئات المجتمع من طلاب وأسر وبشكل مستمر.يركز المشروع الذي يحظى برعاية ودعم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة على تعزيز عادة القراءة من خلال الاستفادة من الترابط المجتمعي للمجتمع الإماراتي من خلال الوصول إلى المجالس المنتشرة بالأحياء، ووضع القراءة والكتاب على قائمة برامج هذه المجالس، وخاصة خلال شهر القراءة، في إطار مشاركة الوزارة بالمبادرات الاستراتيجية الوطنية للقراءة، وترسيخاً لمسؤوليتها المجتمعية تجاه أفراد المجتمع، على أن تستكمل الجلسات في الأسبوع المقبل بجلسة في إمارة عجمان بمركز عجمان الثقافي والمعرفي، وجلسة في إمارة أم القيوين بمجلس سعاد ربيع البدور.وتحدث في جلسة الشارقة الشاعر عبد الله الهدية وهشام الولي، وفي رأس الخيمة تحدث عيسى التميمي مدير مجلس إدارة البيت متوحد، وعبد الله الزعابي من مركز وزارة الثقافة برأس الخيمة وعدد آخر من المثقفين والأعيان، بحضور أكثر من 120 شخصاً من كافة فئات المجتمع.ومن جانبها أكدت فاطمة النصور مديرة إدارة المحتوى المعرفي في الوزارة والمشرفة على تنظيم كافة الجلسات، أن فعاليات الوزارة في شهر القراءة ركزت على الانطلاق إلى أماكن جديدة لتقديم أنشطها لتعزز قيمة القراءة لدى كافة فئات المجتمع، ومنها مشروع «القراءة في مجالس الأحياء» من خلال تنظيم مجموعة من الفعاليات والندوات والورش المستمر ة لتفعيل دور المجالس في الأحياء كمنابر للقراءة والمعرفة، بما تمثله هذه المجالس من رمزية مجتمعية تحمل عادات المجتمع الإماراتي وتقاليده الأصيلة، وبهدف تحويل هذه المجالس إلى منارات للمعرفة، إضافة إلى دورها المجتمعي الرائد، وأن يتم الاستفادة من وجودها في معظم الأحياء بإمارات الدولة لترسيخ مكانة الثقافة العربية ودعمها، مؤكدة أن المشروع يجسد دور الوزارة في تعزيز قيمة المعرفة وترسيخ مسؤوليتها تجاه المجتمع.ومن جهته قال الشاعر عبد الله الهدية إن ترسيخ عادة القراءة في الأجيال الجديدة تعد واحدة من أهم السلوكات التي لا بد من غرسها في نفوس الأبناء، منبهاً إلى انه تبين في أحد الإحصاءات أن الطفل الغربي في المراحل السنية حتى 16 سنة تقريباً يقرأ في العام الواحد ما يربو على 50 كتاباً، في حين يقرأ الطفل العربي ما لا يزيد على 100 صفحة، وهذا الاهتمام بالقراءة إنما يسهم في تنمية ثقافة الطلاب والشباب الذاتية، بالإضافة إلى أن الاستزادة من المعلومات تدفعه إلى التعلق بالكتاب والقراءة، فتتحول إلى عادة محمودة، وهو ما خطت فيه الإمارات خطوات واسعة لكي يتحوّل المجتمع والمدرسة والأسرة والمجلس إلى بيئة حاضنة للقراءة ومحفزة عليها. مؤكداً أن الدعم الكبير الذي تقدمه قيادتنا الرشيدة في هذا الاتجاه فعّل أدوار كثير من المؤسسات للتنمية عادة القراءة، وهو ما يبشر بجيل جديد يقبل على الكتاب باعتباره الباب الملكي لعالم المعرفة، ومن أجل مزيد من الوعي والثقافة الحقيقية التي تدعم أي تقدم وتعد ركيزة لأية نهضة.فيما أكد هاشم الولي أن وزارة الثقافة أدركت جيداً أهمية المجالس في تعزيز أواصر الترابط بين مواطني الإمارة، باعتبارها من التجمعات المهمة بين أبناء الأحياء القريبين من بعضهم بعضاً، وفي الوقت ذاته تسهم في تحقيق ألفة، وتراحم في عصر أصبحت فيه المفردات الحياتية مختلفة عما كنا نعيشه في الماضي، ومن هنا يمكن لها أن تلعب دوراً بارزاً في زيادة الوعي بالقراءة والمعرفة والثقافة بشكل عام، وهو الهدف الرئيسي من مشروع القراءة في مجالس الأحياء.وأكد عيسى التميمي مدير مجلس البيت متوحد في رأس الخيمة أن المجالس كانت قديماً مكاناً عائلياً حيث يجتمع الناس ويقضون أوقاتهم في مناقشة قضاياهم، وإلقاء القصائد الأدبية، وكان المجلس في ذاك الوقت بمثابة مدرسة لمن يرتاده، حيث كان الصبية يتعلمون كذلك العادات والتقاليد، والسلوكات التي يحملها الآباء، حتى إذا شبّوا يكون الواحد منهم محملاً بالتقاليد العربية الأصيلة، مشيداً بسعي وزارة الثقافة لكي يكون المجلس بياتاً للثقافة والشعر والتراث والفنون، مؤكداً أن حضور عدد كبير من الشباب لهذه الجلسة يعد بداية طيبة ليتعرفوا إلى آفاق ما تقدمه وزارة الثقافة وتنمية المعرفة من برامج تهدف إلى دعم معارفهم وتنمية الموهوبين منهم بالتعاون مع إدارات مجالس الأحياء.
نشر في الخليج 13819 بتاريخ 2017/03/20
أضف تعليقاً