يسترجع نادي القوز في السركال أفنيو (Serkal Avenue) في دبي، ابتكار وإحياء ذاكرة الصالونات الأدبية في القرن التاسع عشر (لايتراتشرهاوس/&rlm&rlm&rlm&rlm Literaturhaus)، وذلك منذ يوليو الماضي وحتى 30 سبتمبر الجاري.البرنامج الصيفي لموسم هذا العام (2017) جاء حافلاً بفعاليات عاكسة لجميع جوانب الثقافة المعاصرة، والمساهمون في منتدى هذه الدورة، هم: حسين علي لوتاه، فادي زغموت، مي خالد، أندرو هانسن، هاني يكان، زكي أنور نسيبة، عيدان ووكر، عفراء عتيق، فرح شامة، جميل عدس، باري، إبراهيم علي خادم، آنا سيمان، والتر بايس، أسماء الجيلاني، توم فليتشر زينا هاشم بيك، فيليب كينيدي، مريم الساعدي، الدكتورة اليازية خليفة، ناثالي فيند دي سوزا لوبو، الدكتور فروك هيرد بي، وديفيد هيرد.ومن تلك الفعاليات محاورة بعنوان: «الحب للكلمة المكتوبة والمنطوقة وأهمية الترجمة - أبوظبي رحلة اكتشاف» التي قدمتها وأدارتها حنان سيد وريل، ممثلة ومستشارة متحف جوجنهايم في أبوظبي، لافتة إلى تاريخ الدولة العريق وقفزاتها الثقافية المعرفية، وهو ما سيضيئه أكثر المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة سعادة زكي أنور نسيبة، الذي يتقن (6) لغات، والذي تحدث، بدوره، عن تطور المشهد الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ترافقه شاشة عرض تمتد ذاكرتها حوالي (50) عاماً، سارداً أهم القصص والأحداث في تجربته، متوقفاً عند أهمية وأثر الثقافة والكتب على حياته، وضرورة ترجمة روح الكلمة قبل معانيها، وكيف أثّرت في تكوينه، أيضاً، مرحلة القضاء، والإعلام، مسترجعاً ذكرياته في دولة الإمارات العربية المتحدة بدءاً من عام 1967، ولقائه الأول بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ، ثم استمراره معه في رحلة متنقلة بين ذاكرة أبوظبي القديمة وذاكرتها المعاصرة وأحلامها القادمة النابعة من خصال تمتع بها الشيخ زايد، رحمه الله، واستغواره ببصيرته الكاشفة، وحدسه اليقظ، وحلمه الذي لا يعرف المستحيل، في بناء الإنسان والمكان والزمان. وانطلق نسيبة في حديثه من تفاصيل أخرى، أهمها الاستراتيجية الثقافية المعرفية التي جعلت من «أبوظبي» منارة للعلم والمعرفة والعروبة والإنسانية والحضارات، شعتْ مع أخواتها الإمارات من خلال الاتحاد عام (1971)، والتي تعمل بروح واحدة متناغمة تهتم بالمساواة والتسامح والخير والعدالة والقيم المتأصّلة المتوارثة في طبيعة الشعب الإماراتي، والسعي لإقامة مجتمع حديث مبني على علاقات منفتحة إيجابياً مع نفسه والعالم، من خلال محاور متنوعة، مختلفة، أهمها رؤية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد، المنهجية القائمة على الاستثمار في التعليم والثقافة وشتّى أنواع الفنون، وتوظيفه للأفكار والإبداع، وتشجيعه على الاكتشاف، والتواصل والتعلّم، والتعامل مع هذه المنظومة الأساسية كبنية جوهرية يومية، أنتجت، وبتضافر جهود أصحاب السمو الحكام، المشهد الثقافي المستدام، المتجذر في قصر الحصن، ومتحف العين، والمتسع بين الإمارات السبع، وما تقدمه من نماء ونمو على مختلف مستويات الصعد الحياتية المعاصرة. وذكر نسيبة كل من: بينالي الشارقة، السركال أفنيو، وجزيرة السعديات الثقافية ومتاحفها، مثل متحف الشيخ زايد، ومتحف جوجنهايم، ومتحف اللوفر الذي سيفتتح قريباً، والاهتمام الواضح بجميع احتياجات أفراد وفئات المجتمع من أطفال وشباب، والاهتمام بالموسيقا، والأفلام، والفنون، والآداب، والتراث الشعبي، والورش الموسيقية والتشكيلية والأدبية، والاهتمام بالمشاريع والخطط والمهرجانات والجوائز وغيرها، مؤكداً: إنها منظومة متكاملة للنهوض في زمن العتمة الذي يلف مناطق مختلفة من العالم.
نشر في الإتحاد 15402 بتاريخ 2017/09/07
أضف تعليقاً