استضاف مركز سلطان بن زايد الكاتب السوداني عمرو منير دهب في محاضرة بعنوان «هذا ليس زمان الرواية» وذلك بمقر المركز بالبطين في أبوظبي.وفي بداية المحاضرة التي شهدها منصور سعيد عمهي المنصوري نائب سمو المدير العام للمركز وجمع من الكتاب والإعلاميين والمهتمين، شدد دهب على أنّ الكتابة تسهم بشكل كبير في رقي الذوق الإنساني، وعامل مهم في رسم مستقبل الإنسان، والمساهمة بشكل جاد وحقيقي في معالجة العديد من إشكاليات الحياة.وأوضح بأن الكتابة بشتى أجناسها الأدبية سواء الرواية أو المقال أو الشعر وغيرها إن لم تكن في إطار مشروع ثقافي، فهي ليست بكتابة، بل هي مجرد قفزات في الهواء، لأن مشروع الكتابة يجعل منها - أي الكتابة- الثقافة الصعبة، وبالتالي السبيل الأفضل لتعكس القدرة الفذة في تحقيق الوعي.مشيرا إلى أن الاختلاف الأدبي يولد الإبداع.وأعاد الكاتب في محاضرته كما في كتابه تبا للرواية السؤال من جديد: هل نحن بحق في زمن الرواية؟ متطرقا الى ما هو مطروح في الساحة الثقافية العربية، من أطروحات وظواهر تغلّب جنس أدبي على آخر، بل تضعه سيداً مطلقاً، على نحو ما حدث من ترويج للرواية على أنها (ديوان العرب) أو (نحن في زمن الرواية)، معبراً عن ضيقه الشديد بما يحدث من (نزف فوضى الكتابة)، التي لا تعبّر عن أصالة أدبية مرجوّة.وسرد المحاضر وقائع وأدلة كحجج وبراهين لتأكيد صحة ما ذهب إليه. وقال الكاتب السوداني عمرو منير دهب إن نجيب محفوظ نظر إلى القصة منتصف الأربعينيات الماضية فرأى أنها شعر الدنيا الحديثة، لكن نبوءته تأخرت عربياً أمام سطوة الشعر الغنائي العربي.وأوضح أن تواضع المقالة بين أجناس الأدب ليس بسبب قصور فني يحيط بها وإنما لإهمال النقاد لها، مشيرا إلى أن السبب الأهم في تقديره في تواضع المقالة هو تواضع كُتّابها من حيث الإحساس بقيمتها وإمكانياتها الفنية، وقيمتهم بين رصفائهم الشعراء والروائيين وغيرهم ممن ظلوا يعتلون مقامات أكثر تقدّماً في بلاط الأدب . وأضاف: إن كل ما تحتاجه المقالة هو بعض الانتباه الإعلامي، بعض الجوائز، وكثير من الثقة في إمكانياتها (من قِبل الكتّاب أنفسهم ابتداءً) لتتفجّر بسحر ليس في وسع ناقد السيطرة عليه.وشدد المحاضر على أن «النثر ديوان العصر» مقولة لن تجد لديه من الاعتراض ما تجده مقولة «الرواية ديوان العصر»، لأكثر من سبب جوهري وموضوعي، وأهم تلك الأسباب يتعلّق بالمعيار الذي يجعلنا ننسب زماننا الأدبي إلى جنس بعينه.
نشر في البيان 13610 بتاريخ 2017/09/22
أضف تعليقاً