قراءات تحليلية في النص السردي السينمائي


استضافت المقهى الثقافي في معرض الشارقة للكتاب، الكاتب والناقد السوري عزت عمر، في جلسة نقاشية حول كتابه الصادر حديثاً عن دائرة الثقافة والإعلام تحت عنوان: «الكلمة والصورة: قراءات تحليلية وجمالية في النص السردي السينمائي»، وأدار الجلسة الشاعر علي العامري.قال عمر: «إن الفن السينمائي يعتبر فناً جماهيرياً بامتياز، أما الفن الأدبي الإبداعي فهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنخب والمستنيرين، وجاءت السينما لتُقرب الكثير من الروائع الروائية التي سطرتها أقلام المبدعين إلى الجماهير، فالأفلام السينمائية ذات الخلفية الأدبية تعتبر ترجمة صادقة لهذه الروايات». وأضاف: «استطاعت السينما كفن جديد، أن تصل إلى الشرائح المجتمعية التي ليس لديها تقاليد قرائية، أو تلك التي لا وقت لديها لتمضيه في قراءة كتاب تمتد لأيام، ولكن حاجة الإنسان إلى الحكاية والخيال دفعته للتعويض بمشاهدة السينما، وفي ظرف سنوات قليلة تمكنت السينما من غزو المشاعر وبلورتها إنسانياً، وهو ما لم تستطع الكتابة الروائية أن تفعله نظراً لأنها مقتصرة على نسبة بسيطة من النخب المتعلمة، وكان ذلك قبل التلفزيون ومسلسلاته».وحول السؤال الذي توجه فيه أصابع الاتهام إلى السينما بكونها تُساهم في مصادرة خيال القارئ أجاب عمر قائلاً: «لا يختلف اثنان على أننا نعيش اليوم في عصر الصورة، التي باتت أكثر تعلقاً بالذاكرة، وللصورة خصوصيتها، فالتفاصيل والحضور يكونان أكثر وضوحاً فيها، وأنا أرى أن نجاح الفيلم يوازي نجاح العمل الإبداعي، كما يجب علينا التأكيد على أن الكلمة والصورة مكملان لبعضهما بعضاً، فلا يمكن تقديم عمل سينمائي من دون عمل إبداعي، فالنص هو الحامل لكل شيء، سواء في المسرح، أو السينما، وفي المقابل نجد أن هناك الكثير من الأعمال الإبداعية التي لم تجد حظها من الشهرة والرواج إلا بعد معالجتها في أعمال سينمائية».ودعم عمر فرضيته بالإشارة إلى عدد من الأعمال الإبداعية التي حققت نجاحات كبيرة بعد تحويلها إلى أفلام سينمائية، فقال: «لا يمكن الكتابة عن رواية طه حسين «دعاء الكروان» من دون الوقوف عند الفيلم الشهير الذي يحمل الاسم نفسه، للمخرج هنري بركات، والذي تم إنتاجه في العام 1959، معيداً إنتاج الرواية كأنها كتبت لتوها، بفضل كاتب السيناريو المبدع يوسف جوهر، ورؤية المخرج، اللذين نجحا في تجاوز لغة طه حسين البليغة، التي هي أقرب للشعر منها للسرد الروائي، المستمد من لغة الحياة اليومية».


نشر في الخليج 14053 بتاريخ 2017/11/08


الرابط الإلكتروني : http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/f56c1196-43b1-462c-8e80-bf4686733dd9

المزيد من الأخبار في الأنشطة والفعاليات- الخليج 14053

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37225
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة