واصل مهرجان طيران الآداب في يومه الثاني فعالياته وأعماله الأدبية المقررة، حيث أقيمت جلستان أدبيتان برعاية صحيفة "البيان"، تحدث في الأولى الروائي الفلسطيني ابراهيم نصرالله عن روايته الأخيرة حرب الكلب الثانية، والجلسة الثانية استضافت الروائي السوري خالد خليفة صاحب رواية "لا سكاكين في هذه المدينة"، وتحدث في الجلسة عن عمله الروائي المقبل عن مدينة حلب في القرن 19 .تناولت جلسة «إبراهيم نصرالله: حرب الكلب الثانية» التي حاوره فيها الإعلامي إبراهيم الاستاد، محاور الاختلاف في روايته الجديدة وعلاقته بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة. وتحدث نصرالله عن انفتاحه على جمهوره من خلال التقنيات الحديثة بعكس رواد جيله من الكتّاب قائلاً: «أتى انفتاحي على التكنولوجيا قبل خمس سنوات فقط. أما النشاط والتفاعل فيتم من خلال قراء أوفياء فتحوا صفحة باسمي سواء على (تويتر) أو غيرها. فأنا لا أملك الوقت للمتابعة اليومية والتفاعل على صحف المعجبين أضعافاً مضاعفة مقارنة بصفحتي».وتكلم بعدها عن إطار روايته قائلاً: «لا يمكن لأية رواية أن تتجاوز زمنها لتصبح من روائع الأعمال إن لم تتضمن الزمن الحاضر والماضي والمستقبل. وتناولت فيها خطورة الماضي كما المستقبل، فالتطرف الذي اجتاح العالم في السنوات الماضية ولد خوفاً قاتما من الحاضر وما يليه. وذهبت بالرواية إلى المستقبل المتخيل بحثاً إلى أين ستذهب بنا ظاهرة العنف والتخفف من حمل الآخر سواء بنفيه أو قتله، وحتى التخفف من أشباهنا».وينتقل إلى الحديث عن معالجته لعوالم المستقبل في روايته قائلاً: «أخذني هذا العمل الغرائبي المرتبط بالفانتازيا والخيال العلمي، إلى مساحات جديدة دفعتني إلى تطوير مخيلتي، وبناء التصور لكل ما يحويه المستقبل من عناصر وقيم وأدوات، إلى جانب انفتاحي أسوة ببقية أعمالي على مختلف أشكال الفنون الأخرى كالسينما والشعر والنقد والتي تترجم أفكاري بمشاهد فنية بصورة تلقائية».وطرح الحضور العديد من الأسئلة فيما يتعلق بالرواية وبتجربته الإبداعية، وما يستوقف في ذلك التواصل العديد من العبارات التي تدفع إلى التأمل والتساؤل لاختزالها حالة أو تلخيصها لقناعة. ومثال عليها «لا تخف من القارئ ولا تكتب لإرضائه.. الأفكار المستنيرة تؤثر وتغير.. بعض الروايات تحدث شرخاً بين القراء.. أنت تكتب لمن يقرأ.. الكتابة مجموعة أفكار، وكل فكرة رسالة».شكّلت مدينة حلب مدخل جلسة الحوار مع الروائي السوري خالد خليفة الذي وصلت روايتان من أعماله إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، والذي أدارته إيمان اليوسف ، وتحدث خليفة بإحساس الشاعر عن عشقه لهذه المدينة التي نشأ فيها، والعلاقة الجدلية التي تجمع بين العشق والنفور، والحب والغضب التي تربطه بها. وتحدث عن تاريخ تلك المدينة التي يزيد عمرها على 4000 سنة والتي سلبت ثرواتها عبر التاريخ منذ الاحتلال العثماني الذي كان يسلبها خيراتها وصناعتها كلما فرغت خزنة الوالي في إسطنبول.وانتقلت محاورته بعدها إلى مضمون رواياته التي تمحورت حول مدينة حلب كمكان، ليقول خليفة: «أنهيت قريباً روايتي السادسة والتي تتناول مدينة في القرن 19، لتأخذني رحلة البحث عبر كتب وخرائط إلى القرنين 17 و18، وصولاً في بعض الأحيان إلى القرنين الثاني والثالث الميلادي، وتاريخ حلب من يأخذني». ويحكي بعدها عن كونه من الكتاب المتأنين في إنجاز روايتهم قائلاً: أنا أقيس وحدتي الزمنية بزمن كتابتي للرواية. أما ما قبلها وبعدها فزمن غير محسوب عندي، لأن مرحلة العمل على النص هي سعادتي وتوازني ورضاي عن نفسي والذي ينعكس بإيجابية على علاقتي بالآخرين. وأصعب مرحلة أعيشها حينما يفارقني العمل ويذهب إلى المطبعة، لأعيش في مزاج عكر لا يقل عن ثلاثة أيام. وسبب الزمن الطويل الذي استغرقه، حيث مثل روايتي «مديح الكراهية» التي تطلب إنجازها أربع سنوات، هو أني أشكك بنفسي وبقدراتي ككاتب، خاصة وأن لا طموح لي في الحياة سوى الكتابة. وبالتالي أتحقق وأبحث وأدقق في كل التفاصيل مهما كانت صغيرة.وتحدث بعدها عن الفوارق بين فن كتابة السيناريو والرواية، نظراً لتجربته في كتابة الدراما التلفزيونية قائلاً: كتابة السيناريو بالنسبة لي أشبه بالمهنة، ووفر لي مورداً منحني مساحة حرة لأتفرغ لكتابة الرواية. ورداً على سؤال محاورته حول وجود أزمة نص جيد في الدراما العربية يقول: هناك العديد من النصوص الجيدة المركونة في الأدراج، وتكمن حقيقة الأزمة في «منظومة الإنتاج» التي تخضع لمزاج المنتج والعائد المادي وما توافق عليه المحطات الفضائية.يقول الروائي والشاعر إبراهيم نصر الله حول عمله الجديد: أكتب حالياً رواية ثلاثية جزؤها الأول بعنوان «دبابة تحت شجرة الميلاد» ويتمحور حول عائلة، والثاني «نور العين» يتمحور حول أول مصورة فلسطينية عربية، والثالث «ظلال المفاتيح» حول امرأة تتشابك حياتها مع النكبة.
نشر في البيان 13772  بتاريخ 2018/03/03
أضف تعليقاً