أقيمت جلسة في مؤسسة «بحر الثقافة» في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بعنوان «كتابة الحياة: لماذا نكتب؟ ومن يقرأ؟»، شارك فيها د. سعيد الشفاج (المغرب)، ود. علي العنزي (الكويت)، وأدارتها خديجة قدسي.بدأ د. الشفاج من العنوان قائلا إنه ملتبس، لأن «الكتابة تتوهج من رحم الخراب كي تعيد ترتيب الحياة، إنها امتحان للبقاء والإنصات لإيقاعنا الداخلي»، مشيراً إلى أن الكاتب كائن غير قابل للتكرار لأنه يرمم خطايا البشرية في عملية تشبه إعادة الحياة. وفي مواجهة «لماذا نكتب؟» وضع سؤالًا: «لماذا نحيا؟» وأجاب: لأن الكتابة توق للحياة، إمعان في مواجهة الموت. وتابع مؤكداً أن الكتابة بالنسبة له هي وقاية من الفوضى وتبديد للخوف. والكاتب يؤكد على (الأنا) لأن لديه رسالة.ويرى د. الشفاج أن الأصل في الكتابة هو المقروئية. أنا أكتب لكي يكون لي قراء. أما القراءة فهي اختبار للذات. والقارئ مبدع بالفطرة لأنه تخلى عن انشغالاته واختار أن يقاوم الجاذبية لينطلق في فضاء كتابه المفضل، فالقراءة محنة ومنعة.وفي الختام يبين د. سعيد الشفاج أن لا فرق بين من يكتب ومن يقرأ، كلاهما عاشقان. لكنه يرى أن القراءة هي المجهول بحد ذاته، لأن القارئ قد يصاب بالخيبة.من جانبه، دعا د. العنزي الكتّاب إلى عدم التعامل مع المؤلفات على أساس أنها ملابس جاهزة، لافتاً إلى أن الكاتب الملتصق بواقعه لا يمكن أن تشغله المعوقات، لأنها تشحن بالوقت ذاته طاقته الإبداعية. وأضاف مبيناً أنه لا مانع من إعادة النظر في وسائل النشر التقليدية والبحث عن سبل نشر مختلفة، مشيراً إلى أنه لاحظ لدى التقائه ببعض الأدباء أنهم يبدؤون بالشكوى وينتهون بالشكوى، لأن ما ينشرونه لا يشغل إلا دائرة ضيقة من القراء.وأوضح د. العنزي أن دور الكتاب في مجتمعاتنا محدود وهذا يقلقهم، ورأى أن على الكاتب أن يواجه هذا الواقع بشجاعة ولا يتهرب منه. وانتقد الكاتب الذي ينساق إلى ردود فعل تسيء إلى عمله، مطالباً الكتاب بعدم الانقطاع عن الواقع، مهما فرض عليهم هذا الواقع من العزلة.وأكد د. علي العزي أهمية الكتابة واحترامها لأنها ليست شيئاً عرضياً، داعياً الكتاب ألا يغرقوا في التجارب الذاتية وأن لا يواجهوا لا مبالاة القراء بلا مبالاة في الكتابة، وختم قائلًا: «إياك أن تفقد احترامك الداخلي لمهنتك، فالكتابة ليست شأناً عرضياً».
نشر في الإتحاد 15639 بتاريخ 2018/05/02
أضف تعليقاً