"الترجمة في خدمة النهضة".. اللغة بوابتنا إلى الآخر


بمناسبة اليوم العالمي للترجمة، نظمت دائرة الثقافة والسياحة ــ أبوظبي في منارة السعديات ندوة بعنوان: «الترجمة في خدمة النهضة»، شارك في تقديها كل من: د. شهاب غانم، عمر الأيوبي مدير قسم الدراسات والترجمة في مجموعة معارف، وأدارها زكريا أحمد.في مستهل حديثه تساءل د. غانم: أليست الترجمة دليلاً على قوة ثقافة ما ودليل قدرتها على الانفتاح على الآخر؟ واستحضر من قوله تعالى في سورة الحجرات/‏‏‏ الآية 13: [يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم]. وأشار د. غانم إلى أن هذا التعارف يتطلب الاتصال والتفاهم، ولا يكون هذا إلا بواسطة اللغة. وتساءل د. غانم: «لماذا يترجم الآخرون ونحن لا نترجم»؟ وأوضح أن الإحصاءات المنشورة تؤكد أن ما نترجمه نسبة ضئيلة مقارنة بما تترجمه الشعوب الغربية. وأشار المحاضر إلى ضرورة تنوع الترجمات، لتشمل الطب والتكنولوجيا أو التسويق والإعلان والصناعة، والخدمات المالية والقانونية أيضاً، مبيناً أن بعض الجامعات تدرس مناهج هذه المواد باللغة الأجنبية، وقد تكون هناك استثناءات مثل سوريا، واليابان، وكوريا والنرويج. وعن الدور التنويري للترجمة بالثقافة العربية القديمة وأي دور يمكن أن تضطلع به اليوم، قال: «دعوني آخذ نموذجاً للدور الذي لعبته الترجمة في الثقافة العربية الإسلامية القديمة، وهو ما حدث في مجال الرياضيات، فقد ترجم العرب في العصر العباسي الأول كتباً إغريقية مثل كتاب (مخروطات أبللونيوس)، وكتاب (كركريات مينالاوس)، وترجم ثابت بن قرة كتابه (أصول الهندسة)، وغيره الكثير. وقد استوعب العرب كل ما ترجموه ومحصوه ونقدوه وطوروه بشكل قفز بالرياضيات قفزة رائدة».وتطرق غانم إلى أننا في عصر انفجار معرفي، ولذلك علينا أن نختار ما سيمكننا من اللحاق بركب الحضارة بأسرع وقت، والمساهمة في صنع الحضارة العالمية.بدوره، تناول الأيوبي الظروف التي مهدت للترجمة، وسبل نجاحها في خدمة النهضة، مستعرضاً تطور العلم، ومؤكداً أن علينا اللحاق به ومجاراته، موضحاً كيف كانت الترجمة سبباً في ازدهار الكثير من الحضارات، ومنها الحضارة الإسلامية التي أدت الترجمة من اليونانية والفارسية في العصر العباسي إلى ازدهارها، وتصدرها المشهد العلمي والحضاري في العالم، وحديثاً أدت الترجمة في اليابان إلى تقدمها في المجال العلمي والتكنولوجي. واختتم الأيوبي حديثه بإطلالة سريعة على الظروف التي هيأت الفرصة لكي تحدث الترجمة الأثر المطلوب، كما استعرض واقع اللغة العربية أمام الثورة التكنولوجية، مبيناً أن الذخيرة اللغوية المتوافرة باللغة العربية لا تزال محدودة، لذا لا بد من إيجاد آلية للتنسيق بين المؤسسات المعنية بالترجمة في العالم العربي.


نشر في الإتحاد 15792 بتاريخ 2018/10/02


الرابط الإلكتروني : https://www.alittihad.ae/article/66681/2018/_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AE%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9_-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9-%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D9%86%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%8

المزيد من الأخبار في الأنشطة والفعاليات- الإتحاد 15792

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37225
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة