نظمت المؤسسة الاتحادية للشباب، وضمن مبادرة «مناظرات الشباب» على هامش فعاليات المعرض، مناظرة تحت عنوان «هل أنت مع تأليف الكتب بهدف جني الأرباح؟ أم مع أن يكون التأليف بهدف الشغف وخدمة المعرفة والثقافة؟»، وذلك بحضور نورة بنت أحمد النومان رئيسة المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر القاسمي وعضو مجلس أمناء مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، ومروان بن جاسم السركال، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للتطوير والاستثمار «شروق»، وجاسم البلوشي، عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة وعضو مجلس الأمناء في مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، وندى عسكر النقبي، مدير عام مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، إضافة إلى مجموعة من أعضاء المجالس الشبابية في الدولة، بهدف دعم جهود الدولة لتعزيز ورفع قدرات الشباب في شتى المجالات.من جانبها قالت نورة النومان: «نشكر المؤسسة الاتحادية للشباب على مبادراتها، كما أشكر مجلس الشارقة للشباب على المجهود الذين يقدمونه لخدمة الشباب»، وأضافت: «نحن فخورون بالمناظرة الراقية التي عكست عمق المعرفة وطيب الاخلاق في تعبير عملي عن توجه جديد في ثقافة الاختلاف في الرأي، وأتمنى أن تستمر هذه الجلسات حتى يطلع الجميع عليها وينشأ لنا جيل عالِم ومعلّم».ورحب جاسم البلوشي في كلمته الافتتاحية، بالحضور والمشاركين، وأكد فيها دعم القيادة الرشيدة للحراك المعرفي والثقافي وتوفير شتى السبل الداعمة لنشر ونقل المعرفة، كما أثنى على دور المجالس والأنشطة الشبابية في صقل المعارف والمهارات لدى الشباب بما يلبي متطلبات القرن ال21 وفي مقدمتها مهارة الحوار البناء والإيجابي. وقال البلوشي: «أتوجه بجزيل الشكر لمجلس شباب الشارقة على الدعوة وحرصهم على تفعيل مثل هذه المنصات التي تصقل مهارة الحوار الإيجابي والنقاش المثمر لدى الشباب.. كما أحيي الشباب المشاركين على روحهم الإيجابية وحرصهم على إدارة النقاش بموضوعية وحرفية تامة الذي قلما نراه هذه الأيام وخاصة في بعض منصات التواصل الاجتماعي.. كما لمست أثر قادتنا على الشباب وهم يستشهدون بنجاحات الدولة وقادتها في مختلف المواقع، ونحن نؤمن بأن مثل هذه المنصات تصقل المهارات والقدرات، وتعود الشباب على التأثير الإيجابي و احترام الرأي الآخر».وناقش فريقان من الشباب ضمن المناظرة أهمية حصول الكاتب على المردود المادي لقاء ما يقدمه من صناعة للفكر والأدب ومشاركة للمعلومات وتسخير لقدراته ومواهبه في إثراء القراء وتنمية مداركهم.وحيث سعى الفريق المؤيد لطرح الأدلة والأمثلة التي تثبت أن الدعم المادي للكتاب وجني الأرباح من أهم العوامل المحفزة لنجاحه، وقالت شهد العبدولي: «بالرجوع إلى هرم ماسلو نجد أن قاعدة الهرم هي الاحتياجات الأساسية للإنسان والذي يحتاج إلى توفيرها لضمان استقراره وبالتالي فالإنسان بحاجة للمادة ليؤمن بها هذه الاحتياجات التي تعد نقطة انطلاق تدفع الإنسان وصولا إلى بلوغ رأس الهرم وهو تحقيق الذات والتميز وهو ما ينعكس في الكتابة والإبداع».وقال سعيد الخوري: «إن العائد المادي هو حق لكل كاتب ومبدع وأي شخص منتج لقاء تعبه وتكرسيه لوقته وأدواته وإمكاناته في هذا المجال، وأن الكاتب كغيره من أصحاب الأعمال يعتبر الكتابة مصدراً للرزق والدخل وهو حلقة متصلة ومترابطة، حيث يسخر الكاتب الأرباح في الاستثمار والارتقاء بنوعية ومستوي إخراج المادة التي يزيد من اجتذاب القراء، ويسهم في تحسين عملية التسويق ووصول المنتج الفكري لأكبر شريحة ممكنة وزيادة نسب المبيعات». وأكدت نوف إسماعيل على حق الكتاب في جني الأرباح وقالت: «إن صناعة الثقافة مشابهة للصناعات الأخرى وهي اليوم تدفع عجلة الاقتصاد بشكل ملحوظ ولدينا اليوم اقتصاد المعرفة، والكاتب هو شخص موهوب ومبدع يقدم للقراء خلاصة تجارب وخبرات ومعارف ويسردها في إطار ترفيهي وممتع ضمن كتاب، ويجب على المجتمع التعاطي مع هذا المنتج».فيما سعى الفريق المنافس للرد على أدلة وأمثلة الفريق المؤيد بهدف إقناع لجنة التحكيم والجمهور بطرحهم، مؤكدين أن الهدف هو إثراء المعارف لدى المجتمع، وأن الكتابة هي خدمة سامية ترمي إلى الارتقاء بالمستوى الفكري والمعرفي والحضاري للأمم.وقال محمد الأحبابي: «الكتب هي رسالة من أفراد مثقفين وناجحين إلى الأجيال القادمة، اليوم الكتاب هو خير جليس وخير شاهد على كل العصور وهو الموروث الثقافي الذي نصدره لأبنائنا في المستقبل بالتالي فإنه من الصعب تقدير ثمن هذا المجهود وترجمته إلى أرقام أو اعتبار الجانب الربحي ركيزة أساسية لعملية الكتابة ونشر المعرفة»وقالت نورة الظنحاني: «التطور التقني الذي نعيشه اليوم بفضل مخرجات الثورة الرقمية أتاح لنا إمكانية الوصول إلى مصادر المعرفة من دون تكاليف مادية، وهذا ما يؤكد أهمية الفائدة وجودة المحتوى في جذب القراء والباحثين عن المعارف، ويجب أن يكون الهدف الأسمى هي خدمة المجتمع وإحداث تأثير إيجابي يحفر الفكر والإبداع من خلال الكتب ومصادر الإلهام المتعددة»وقالت عليا المازمي: «الكتابة ليست من أفضل السبل لتحقيق وجني الأرباح الطائلة، لأنها مسيرة مملوءة بالتحديات وتتطلب الكثير من الجد والصبر والمثابرة بغية الوصول والنجاح، وبالتالي فإن الكاتب الحقيقي هو من يقدم ويبذل كل ما في وسعه بغية تحقيق ذلك، وأن يتقبل الفشل كجزء لا يتجزأ من عملية النجاح وعدم تقييم مدى التقدم بما يعود بالنفع المادي جراء الكتابة».وفي نهاية المناظرة أتيح المجال للمشاركين بالتصويت للفريقين، وتم إعلان فوز الفريق المؤيد لفكرة ضرورة جني الأرباح من وراء تأليف الكتب، بتصويت لجنة التحكيم والتي تكونت من: إيمان بن شيبه والصحفية نوف الموسى والجمهور من خلال منصة المناظرات على صفحة التواصل الاجتماعي «إنستغرام».
نشر في الخليج 14411 بتاريخ 2018/11/02
أضف تعليقاً