وقّعت الدكتورة عائشة السيّار، كتابها الجديد «سيرة وطن.. سيرة حياة» الصادر عن دار «مداد» للنشر والتوزيع، وذلك في جناح الدار في المعرض، وهو كتاب يكتسب أهمية خاصة لكونه من المنجزات الفكرية التي توثّق لمرحلة مهمة من مراحل التأسيس في الإمارات، حيث تغوص السيّار في تفاصيل سيرة ذاتية حافلة بالعطاء والإنجازات، وترصد الكثير من المنعطفات الحياتية والاجتماعية في مسيرتها الممتدة والحاشدة.تعد السيّار أحد الرموز الإماراتية في مجال التعليم، حيث ساهمت في حركة التأسيس لتعليم المرأة في الدولة، وقد نشأت السيّار في بيت يقدّس العمل والمعرفة، ويحتفي بالتعليم، وأظهرت نبوغاً باكراً توّجته أكاديمياً بنيل درجة الدكتوراه عام 1983، في بحث حمل عنوان «التشكيل السياسي لدولة الإمارات»، وينفتح الكتاب على تلك السيرة الكبيرة، مستصحباً سيرة الوطن والجهود التي بذلت في سبيل تقدّمه ورفعته، فالكتاب يعبّر عن سيرتين في سيرة واحدة، وتشير الكاتبة إلى تلك المعاني في مقدمة الكتاب حين تقول: «إنني امرأة تفتحت عيناها طفلة وفتاة على وطن يشق مساره على طريق النهضة والتقدم، فترافقت خطواتي في العمل والحياة مع خطاه الواثقة وهو يشكل حضوره على خريطة الوطن العربي والعالم، ويقف بمنجزاته الباهرة في قلب العصر، لقد غلبت تلك الروح الوثابة حياتنا في ظل قيادة ملهمة، قادت خطاي وخطى أبناء جيلي ممن أخذوا مواقعهم في ساحات العمل الوطني».والكتاب يضعنا في قلب تلك المضامين والمعاني والمفاهيم المنجزة التي شكّلت عناوين للنهضة الإماراتية، حيث يبحر في التفاصيل العصيّة التي كانت بمثابة اللبنات الأولى، والشخصيات التي بذلت عطاءات كبيرة من أجل وطن حر مزدهر، خاصة في مجال التعليم الذي مثّل للمؤلفة الهمّ الأكبر.فتح العمل في التعليم عيني السيار على كثير من القضايا الوطنية والاجتماعية الأخرى، وتقول في هذا الصدد: «لقد ارتبطت حياتي كلها بمهنة التعليم التي أحببتها، ولم أبتعد عنها حتى الآن، وتفتحت خلالها اهتماماتي بالجوانب النوعية للعمل التربوي ودوره الفاعل في رعاية المعوقين والفئات الخاصة، ودور الأنشطة المدرسية في توسيع آفاق العمل التربوي وربطه بتراثه ومجتمعه، كل ذلك كوّن لدي رصيداً من الخبرات، وكان لي عوناً في عملي، فمع كل موقع كنت أكتسب زاوية أوسع للرؤى، وأواجه مسؤوليات وتحديات أكبر».ويتناول الكتاب الكثير من المحطات المهمة في مسيرة السيّار في مختلف المجالات التعليمية، خاصة مجال «محو الأمية»، عندما أسهمت في إعداد رسالة فيه بعنوان «النهضة النسائية» عام 1975، كما شاركت في الكثير من المؤتمرات والمحافل الدولية، أبرزها «المؤتمر الدولي للسنة العالمية للمرأة» بالمكسيك عام 1975، وتوّجت السيّار تلك المسيرة في مجال التعليم بتقلّد منصب وكيلة وزارة في التعليم، كأول امرأة تشغل هذا المنصب الرفيع. وتقول المؤلفة ل«الخليج» إن الكتاب يشمل فترة من حياتها وفترة التعليم والجامعة، وأهم ما فيه تلك الإنجازات التي حققوها خلال العمل في وزارة التربية والتعليم، ويضم كثيراً من الأشياء المفيدة للقرّاء والطلاب والناس كافة في مختلف أعمارهم.
نشر في الخليج 14415 بتاريخ 2018/11/06
أضف تعليقاً