الحكايات الشعبية تعزز الثقافة الإنسانية الجامعة


عقدت ضمن فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب جلسة بعنوان «حكايات شعبية من الإمارات» قدمتها الكاتبة دبي أبو الهول، وأدارتها الكاتبة إيمان اليوسف.
تناولت الجلسة الحكايات الشعبية وشخصياتها الغريبة والمخيفة أحياناً، وطرحت أسئلة حول صحة ما تحمله هذه الشخصيات من رعب وخوف، حيث أكدت أبو الهول أنها ضد هذه الفكرة، وأن مسألة تناول التراث الشعبي، منوطة بالكاتب المبدع، وطريقة معالجته للحكاية، وهو ما بذلته في روايتها الأولى «غالاغوليا» التي صدرت باللغة الإنجليزية، واستندت فيها إلى المخيال الشعبي الإماراتي، واستطاعت أن توظف أحداثها بطريقة فانتازية.
وقالت أبو الهول: «تربيت على قراءة القصص المخيفة، ما جعلني أهتم بهذه القصص وأبحث عن مصادرها في التراث الشعبي، وكان أن عثرت على ما كتب الباحث الدكتور عبد العزيز المسلم، وهو ما أفادني كثيراً؛ حيث وجهتني كتابته إلى المصادر الصحيحة في التراث الإماراتي».
في مرحلة لاحقة، وأثناء دراستها الجامعية، استطاعت أبو الهول أن تبحث في المصادر العالمية للتراث الشعبي، واكتشفت مجاهيل هذه العوالم، وسحرها، وهو الذي رسخ عندها وعياً مضاعفاً بأهمية التراث من منظور عالمي وإنساني.
وأوضحت أن أول ما تعلمته في هذه المرحلة، هو إيمانها بضرورة تغيير نمط هذه الكتابات التقليدية، ذات الحبكة المثالية التي لا تناسب الصغار، سواء من حيث لغتها، أو مضمونها الذي يحمل جرعة مضاعفة من الخوف والرعب الذي ينفّر الصغار من التراث.
وتطرقت أبو الهول للكثير من المحاور، كاعتمادها على اللغة الإنجليزية في أعمالها، وطريقة معالجتها للتراث والحكاية الشعبية، وأوضحت أنها طرحت على نفسها العديد من الأسئلة التي لها صلة بهذا الموضوع من مثل: ما الذي يجعلنا كبشر نخاف من الشخصيات الأسطورية؟ وكيف يمكن أن نعالج مثل هذه القصص بمنظور إنساني، يدعم فكرة التصالح والحب، وينبذ أفكار الرعب والخوف؟.
مثل هذه الأسئلة وغيرها، جعلتها تبدأ بداية جديدة، في سرد القصص، تقلص من نمطية تناولها، من حيث المعالجة الدرامية، وتقدمها بطريقة تعزز الجانب الإنساني في الحكاية الشعبية، كما أكدت أن اطلاعها على كثير من القصص المكتوبة باللغة الإنجليزية، التي تطرح جانباً من التراث الإنساني العالمي، جعلها على ثقة حول تشابه شخصياتها مع ما هو موجود في عوالم القصة الشعبية في الوطن العربي.
وأكدت أبو الهول أن التراث الشعبي، موجود عند كل الأمم، وهو يعزز الهوية والثقافة الإنسانية الجامعة، ومن المفروض أن يتم استثماره، لمعرفة الآخر، والحوار معه، حول العناصر المشتركة التي تجمع بين البشر، وتعزز من قيم الحب، والجمال، والخير.


نشر في الخليج 14532 بتاريخ 2019/03/03


الرابط الإلكتروني : http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/78a362e1-b9ad-4829-ab87-570da923737c

المزيد من الأخبار في الأنشطة والفعاليات- الخليج 14532

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37225
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة