ضمن فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب، عقدت جلسة بعنوان «نساء يتخطين الحدود»، تحدث فيها: د. شيرين أبو النجا، والروائية حزامة حبايب، والكاتب فادي زغموت، وأدارها بلال أورفلي.
هدفت الجلسة إلى الإجابة عن مجموعة من الأسئلة، مثل: ماهي الحدود التي تقنع بها الكاتبات الروائيات؟ وكيف لهذه الحدود أن تعكس العالم الحقيقي؟ وما هو الفرق بين الحدود المفروضة على الرجل، وتلك المقيدة للمرأة في تجربة السرد المعاصر؟
وأكد فادي زغموت أن من واجب الكاتب أن يقدم أدباً مختلفاً، ونقدياً تجاه المجتمع، وهو بذلك يتخطى الحدود فعلياً، والمرأة دائماً في مواجهة مستمرة مع الحدود أكثر من الرجل، وهذه القيود الاجتماعية الموجودة، هي فكرية في الوقت نفسه، كما أن للكتابة الروائية شروطها وواقعها، حيث يعمل الكاتب على تصور القضية المراد معالجتها بشكل مختلف عن السائد، خاصة في ما يتعلق بقضايا النساء.
وذكر زغموت أن بعض المجتمعات تحاصر المرأة بالقيود الاجتماعية، وهي ضغوط رهيبة، وأن روايته «ليلى والحمل»، تحكي عن أربع نساء يتعرضن للقمع الاجتماعي، لكنهن نساء قويات، وعلى العكس مما يجري في الروايات العربية التي تبرز المرأة كشخصية ضعيفة؛ فقد عمل على إبرازها قوية، في محاولة للخروج من الصورة النمطية، وهو ما أدى إلى منع الرواية من الصدور، ورفضها من عشر دور نشر.
فيما أشارت أبو النجا إلى أن الكتابة الإبداعية والنقدية، هي في جوهرها كسر للحدود، وتجاوز للحواجز، وبالرغم من أن النص النسوي يراد له دائماً أن يبقى حبيس حدود خاصة، لكن كثيراً من الأديبات حطمن ذلك التصور، وقدمن نماذج حقيقية لما ينبغي أن يكون عليه الأدب الذي تكتبه المرأة، فالمجتمع يعطي حق التنظير والتحليل والتوقع في الكتابة للرجل، بينما يريد للمرأة أن تسرد فقط خواطرها وتجاربها الشخصية، وقد عالجت الروائية هدى بركات في روايتها «بريد الليل» هذه المسألة، فكل أبطالها هم شخصيات عالقة في تلك الحدود.
أما حبايب فأكدت أن قضية تخطي الحواجز تظل دائماً حاضرة في اللاوعي، والإنسان دائماً يريد أن يكسر الحدود المفروضة عليه من أجل التعبير عن ذاته، فالفلسطيني مثلاً، قد تربى على أن لقضيته وصراعه الأولوية في كل شيء، وبالتالي فإنه من المعيب مثلاً أن يحب، أو يتحدث عن مشاعره العاطفية، وهنا يأتي دور الأدب في قول ما هو مختبئ، وإظهاره كحالة إنسانية.
نشر في الخليج 14533 بتاريخ 2019/03/04
أضف تعليقاً