ضمن فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب، أقيمت جلسة بعنوان «كتابة التسامح»، شارك فيها المترجمان أسامة إبراهيم، ولينا طارقجي، وأدارها كامل يوسف.
استعرضت الجلسة مجهودات «ورشة الترجمة»، ضمن أعمال وأنشطة برنامج دبي للكتابة الذي أطلقته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، والتي كان من نتائجها ترجمة كتابين عن التسامح، الأول بعنوان «في التسامح.. دفاع عن الاستقلال الأخلاقي» للفيلسوف البريطاني فرنك فريدي، والذي ترجمته لينا طارقجي، والثاني حمل عنوان «التسامح من الفضائل» للمؤلف جون آر. بولين، وترجمه أسامة إبراهيم.
قدم كامل يوسف شرحاً تفصيلياً عن «ورشة الترجمة» التي استمرت لأشهر، وتناولت كافة أشكال وأنواع الترجمة وبالخصوص الإبداعية، وجُمع فيها بين الطرح النظري والتدريب العملي، ومن هنا نبعت فكرة ترجمة الكتابين اللذين يتناولان موضوعة التسامح.
وذكرت طارقجي أن كتاب «في التسامح دفاع عن الاستقلال الأخلاقي»، هو مولودها الأول في الترجمة عقب التحاقها بالبرنامج، واستغرق عملها فيه قرابة 7 شهور تحت إشراف كامل يوسف، تخللتها دورات نظرية مكثفة، وتطبيق عملي في مواضيع الترجمة على اختلافها ما بين القانونية والسياسية والإبداعية والفكرية، وكان لذلك فائدته الكبيرة، وتعرفت إلى أشياء جديدة، مثل ترجمة كتب الاقتصاد والحروب والسير الذاتية والقصص القصيرة، والروايات وغيرها؛ حيث إنّ لكل نوعٍ تكتيكاً معيناً في العمل.
وأوضحت طارقجي أن الورشة أعدتهم جيداً، من خلال التعرف إلى أسرار الترجمة، والكثير من الأساليب المتعلقة بها؛ حيث إن بعض المواضيع تحتاج إلى ترجمة روح النص، وليست حرفيته، وهذا الأسلوب يستخدم أكثر في المواضيع الإبداعية، مثل الشعر والقصة، حتى تقدم إلى القارئ بصورة تستوعب بيئته وواقعه وثقافته، وذلك ما فعلته في المؤلَّف الذي ترجمته، فقد أحبت الموضوع خاصة أنه يتناول قيمة التسامح، فلسفياً وتاريخياً، وما يتصل بها من علم الاجتماع، ففلسفة التسامح نهض عليها الكثير من الحضارات منذ الإغريق، وهو موضوع يطرح نفسه بقوة، ويجد حضوراً في الوقت الحالي.
أما أسامة إبراهيم، فأشار إلى أن الورشة تعتبر تدريباً للمحترفين في هذا المجال؛ حيث تعرف المشاركون إلى كل جديد في علم الترجمة، إضافة إلى الاطلاع على الشق التاريخي وبدايات هذا الفن.
وأوضح إبراهيم أنه ابتعد عن ترجمة الكتب، وعاد إليها مع الورشة، وقد انتهى من عمله في ترجمة كتاب «التسامح من الفضائل» في 3 أشهر، وهو مؤلف رائع يتحدث عن التسامح بشكل فلسفي، وبذل فيه المؤلف جهداً كبيراً في التعريف بهذه القيمة الإنسانية؛ حيث يتتبع سلوك التسامح بأبعاده الدقيقة بالتحليل، ويعمل على شرح الاستنتاجات وتوضيحها، فالتسامح بالنسبة للمؤلف فضيلة تنتمي إلى العدل. ولفت إلى أنه اتبع في ترجمة الكتاب أسلوباً يسهم في الإقبال عليه، وقراءته من دون عناء كبير؛ حيث عمل على تبسيط المصطلحات الفكرية الصعبة، حتى يخرج بصورة لا تجعل الملل يتسرب إلى القارئ، ويوفر المتعة في ذات الوقت.
نشر في الخليج 14537 بتاريخ 2019/03/08
أضف تعليقاً