"ألوان".. يغرس شغف القراءة في نفوس الصغار


بيئة تربوية هادفة، تستريح على ضفاف واجهة كورنيش المجاز المائية ووسط حدائقها الخضراء الخلابة بالشارقة، عاكسة عبر تصميمها الهندسي المبتكر، واحة تعليمية وترفيهية ملّونة ترتقي بالنشء وتستكشف مواهبهم، حيث ينظّم «مركز ألوان لتنمية مهارات الأطفال» يومياً، جلسات قرائية شائقة لجموع منتسبيه من الفتيان والفتيات الصغار، بهدف تعزيز ثقافة المطالعة وغرس شغف القراءة في نفوسهم، عبر سرد قصصي لحكايات وكتب مصورة تستفز فضولهم المعرفي وتستنهض طاقاتهم الكامنة، وذلك في ظل أجواء صحيّة مفعمة بروح المرح والاستمتاع.
منذ بداية انطلاقته في 2012 عمل «ألوان» على تحقيق رؤية وطموح مستهدف، مؤسساً لكيانه التثقيفي والترفيهي وفق أطر تربوية متطوّرة ومعاصرة، توازناً يعادل ما بين عناصر التعليم والترفيه، بحيث يخلق للطفل عالمه الملّون الخاص، ويحيطه بوسائل تعليمية وأدوات فنية تلتقي مع ميوله الشخصية، كما توسع مداركه وترتقي بملكاته الذاتية، مركّزا بشكل خاص على إذكاء هواية القراءة بين دفتي كتاب، بحيث تكون رافداً معرفياً أولياً يعتمده الطفل منذ سنوات نشأته الأولى.
وتشير إلى أهمية هذا الأمر رغدة تريم، المؤسس والمدير التنفيذي لمركز ألوان لتنمية مهارات الأطفال، قائلة: «وسط فضاء إلكتروني شاسع، وانتشار كاسح لعالم التقنيات الحديثة من الألعاب والأجهزة المرئية المختلفة، أصبح اجتذاب الطفل نحو القراءة الكلاسيكية للكتاب الورقي المعتاد، يشّكل نوعاً من التحدي الصعب، حتى إن الحكاية التقليدية التي تربينا على سماعها تقهقر دورها إلى حد كبير، وكوننا نستشعر حجم مسؤوليتنا نحو أبنائنا الصغار، نسعى بدورنا لدعم توجه الإمارات الثقافي العام ونهج قياداتها الرشيدة، والتي تسعى على الدوام للاستثمار في الإنسان، وخلق أجيال جديدة تتبنى ثقافة القراءة كنمط وسلوك، وأسلوب أمثل في الحياة».
وتتابع تريم: «من خلال مركز (ألون)، نستهدف فئة الأطفال من الجنسين والذين تتراوح أعمارهم بين 2 و12سنة، لنجمعهم ضمن بيئة خلاقة وفضاء ملّون، مهيئين لهم أجواء تفاعلية وحيوية ممتعة، تنسجم مع رغباتهم وتلبي متطلباتهم الذهنية والبدنية على حد سواء، آخذين بعين الاعتبار أحدث الدراسات والنظريات التربوية الحديثة في هذا المجال، بحيث يحظى كل طفل منهم باهتمام خاص، ويختبر تجارب جديدة تنمّي معارفه كما تستكشف جوانب من مواهبه وإمكانياته المهارية، فيتحوّل معنا إلى مثقف، قارئ، ومستكشف صغير، تحيطه مفردات وعناصر ملونة عابقة بنفحات الفرح والبهجة، وتشجعه على الانفتاح والمشاركة، وتدفعه نحو الانخراط والتفاعل بإيجابية مع أقرانه الآخرين».
وتنوّه تريم إلى أهمية انتقاء الأساليب التربوية المبتكرة التي تساعد الطفل على التوجه نحو ثقافة القراءة ومطالعة الكتب، مؤكدة على حتمية خلق بيئة تثقيفية حاضنة تسهم في استقطابه وجذبه نحو اختبار المتعة الحقيقية التي يكتنزها الكتاب الورقي، بحيث يتحّول اهتمامه من فراغ العالم الافتراضي للتقنيات الحديثة، وينتقل إلى واقع أفضل الآداب والمعارف والعلوم التي تحتويها الكتب بمختلف روافدها، موضحة: «لابد من ابتكار وسائل محفّزة وجذّابة تناسب كل فئة عمرية، ليعتاد الطفل على تقليد القراءة وسماع الحكايات والقصص بطرق تشويقية، مع الحرص على انتقاء إصدارات ذات معايير عالية الجودة، لنواحي الشكل، الرسوم، والمضمون، من تلك التي تثري خياله، وتنمّي طموحاته، وتؤثر إيجاباً بكافة أفكاره وسلوكياته، منها على سبيل المثال، مؤلفات وقصص مستوحاة من التراث الشعبي المحلي والعالمي، وأخرى تحكي عن الأبطال الخارقين وتربطهم بالواقع المعيش، ومنها أيضاً معارف وعلوم توجههم نحو تبني التفكير العلمي وتشجعهم على البحث والابتكار وخلافه، بحيث يكون للكتاب الريادة في مختلف شؤون الحياة».
يضم «مركز ألوان لتنمية مهارات الأطفال» مواقع مختلفة، تقترب من الفضاء الملّون، الذي يعتني بعالم الطفولة واحتياجاته المتعددة، وتشمل المواقع كلاً من الحضانة، والملعب الداخلي المفروش بأرضية تستوعب النشاط البدني للفئات العمرية الصغيرة، مع قاعة للفنون والرسم والمشغولات اليدوية، بالإضافة إلى ركن الكومبيوتر ومكتبة القراءة، وآخر لممارسة الرياضات والأنشطة البدنية، بالإضافة إلى مقهى صغير يقدم الوجبات الخفيفة والعصائر، وصالون تصفيف الشعر الخاص بالصغار، كما يستقبل المركز بين الحين والآخر طلبات خاصة لتنظيم الحفلات وأعياد الميلاد.


نشر في الإتحاد 15971 بتاريخ 2019/03/30


الرابط الإلكتروني : https://www.alittihad.ae/article/19849/2019/-%D8%A3%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%86---%D9%8A%D8%BA%D8%B1%D8%B3-%D8%B4%D8%BA%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D9%81%D9%88%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%BA%D8%A7%D8%B1

المزيد من الأخبار في الأنشطة والفعاليات- الإتحاد 15971

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37225
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة