صلاح الحمادي : التاريخ من دون الكتب معقود اللسان


نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ضمن مشاركته في المعرض، ثلاث فعاليات هي: ندوة «الكِتاب وقضايانا الراهنة - الأسئلة الحارقة»، ألقاها الشاعر الدكتور صلاح الدين الحمادي، رئيس اتحاد كتاب وأدباء تونس، وأدارها الإعلامي حسين درويش، ومحاضرة «تطور السرد الإماراتي» للشاعر والمترجم سامح كعوش، قدّمها الشاعر والمترجم الدكتور شهاب غانم، فيما ألقى الفريق الشاعر الدكتور عمر قدور، رئيس اتحاد كتاب وأدباء السودان محاضرة بعنوان «تطور الحركة الأدبية والثقافية في السودان»، وأدارها اللواء سعيد الحنكي.
حضر الفعاليات الشاعر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والروائي علي أبوالريش، والمهندس الشاعر سعيد بن محمد الصقلاوي، نائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب، رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، ومحمدو ولد احظانا رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، وعدد من الكتاب والشعراء والمثقفين.
وتحدث د. صلاح الدين الحمادي، حول أهمية الكِتاب ومنزلته في الحضارة الإنسانية، مشيرا إلى أن الكتب حاملة الحضارة، ومن دونها يصبح التاريخ معقود اللسان، والأدب أخرس، والعَلم معوقاً، والفكر والتأمل في ركود تام، لافتاً إلى أنه من دون الكتب، لن تشهد الحضارة تطوراً، باعتبارها محركات التغيير، ونوافذ مفتوحة على العالم.
وقال «إن الكتاب رفيق، ومعلم، وساحر، عُهِدَ إليه بحفظ كنوز العقل، والكتب هي الإنسانية بحروف مطبوعة، كما أشارت «باربارا توشمان»، وأن البشرية تحتاج إلى صون المعرفة ونقلها، فالكتب والمطبوعات لها أهمية في التواصل البشري، باعتبارها حافظ المعرفة وناقلها، والركن الأساسي لحفظ الثقافة وتقدمها، وبهذا، فإن الكتب أوعية الأفكار، لكونها تمتلك القدرة على توجيه الرأي العام».
وأكد د. الحمادي أن التخلف يعتبر من أبرز قضايانا الراهنة، عازياً ذلك إلى عدم مواكبة مناهج التعليم لنسق الثقافة، وانهيار منظومة القيم المهددة أصلاً بالزوال، منها قيمة العمل، قيمة الانتماء، قيمة الإنسانية، وقيمة الجمال، كما أن تسطيح الوعي واحتقار العلم، وتهميش النخب تعتبر من أسباب تراجع العالم العربي.
واستعرض رئيس اتحاد الكتاب والأدباء التونسيين عدداً من الأسئلة الحارقة، كما وصفها، ومنها: هل القيم المتعارف حولها داخل الجماعة البشرية الواحدة، لم تعد لها فعلاً أية جدوى؟ وكيف نتصدى لمشروع تسطيح الوعي في بلداننا العربية؟ وهل ما زال الحديث عن مسألة استقلالية القرار السياسي، والسيادة الوطنية، ممكناً، أو مشروعاً، في ظل هيمنة الرأسمالية المتوحشة التي لم تعد لها موانع أخلاقية على ممارستها لسيطرتها على العالم؟ وكيف يمكن حماية الذات من الانبهار بالآخر، والانصهار في بوتقته؟
كما تساءل الكاتب عن الحدود بين العلم والخصوصيات الثقافية؟ عندما نتحدث عن مجال الأنثروبولوجيا الثقافية بالقياس إلى مفهوم اللاوعي المجتمعي، وهل يمكننا، أو هل بات من الضروري أن نتحدث عن مآل جمعي، بمعنى مستقبل موحد للبشرية؟ وإن كان ذلك ممكناً فأية سمات ستطبع الإنسانية مستقبلاً؟ وما مدى توافق ذلك مع واقع لا يزال يثبت في كل حين ما ذهب إليه «هيمو قليطيس» منذ قرون من أن الأشياء لا يمكن لها أن تبقى على حالها.
وشهدت ندوة تطور السرد الإماراتي نقاشاً مستفيضاً من قبل المثقفين، حيث استهل سامح كعوش الحديث بتعريف السرد بأنه الكيفية التي تُروى بها القصة، أو الطريقة التي يحكى بها النص، ويقوم على عناصر، المكان والزمان والشخصيات والحدث، متطرقاً إلى الشخصية الحكائية، الفضاء الحكائي، والمكان والزمان، وقال «السرد هو الحاضر في الكتابة قبل الذاكرة، والشفاهة قبل القول، وهو شكل التجربة الإنسانية لدى ساكن المكان الإماراتي».
وتطرق الفريق الشاعر الدكتور عمر قدور، في محاضرته إلى تطور الحركة الأدبية والثقافية في السودان، منذ قيام «سنار» المسمى الأول للسودان، دولة الممالك الإسلامية في جنوب وادي النيل، والتي تعتبر صوت التغيير والنقلة الثقافية المهمة، مشيراً إلى أنه في هذه الحقبة من الزمان في العام 1506 بزغت شمس دولة عربية إسلامية في إفريقيا، كُونت بملامح متعددة، ونشأ حلف عربي قاده عبدالله بن محمد القاسمي، ومن العباسيين الأمير حميدان العباسي.
وقال «إن الحركة الأدبية والثقافية في السودان واكبت ذلك التاريخ، ونمت وترعرعت وتطورت في أواخر القرن التاسع عشر، وانبثقت في القرن العشرين، وقد أبدع الكثير من الأدباء مثل: محمد المحجوب، ومحمد الفيتوري، والطيب صالح في ذلك الوقت، لافتاً إلى أن نهضة السودان قامت على حركة السياسيين من المثقفين، وظل السودان قطراً عربياً مؤثراً في الوطن العربي بمثقفيه، وأدبائه، وشعرائه.


نشر في الخليج 14589 بتاريخ 2019/04/29


الرابط الإلكتروني : http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/59b2ca8e-0327-45b9-8b5d-84751b824a57

المزيد من الأخبار في الأنشطة والفعاليات- الخليج 14589

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37225
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة