تجدد اللقاء بين القراء والكتاب في رحاب ركن التواقيع في المعرض، حيث دفع 12 كاتباً ب11 عنواناً في الأدب والرواية والبحوث التراثية والاقتصاد وشتى أنواع المعرفة.
وكان التراث حاضراً بقوة في ركن التواقيع، من خلال عدد من المؤلفات من إصدارات معهد الشارقة للتراث، غاصت عميقاً في الثقافة الإماراتية لتستخرج من لدنها درراً من الأبحاث ستمثل إضافة كبيرة للمكتبة الإماراتية.
وقام الدكتور سالم زايد الطنيجي بتوقيع مؤلفه «فَلَج الذيد.. الماء والحياة والنخيل»، ويتبع المؤلف في الكتاب منهجاً يتحرر من ثقل إيراد الحقائق والوقائع التاريخية بصورة جافة، فهو يستخدم أسلوبية أقرب إلى السرد الإبداعي، حيث الوصف الذي ينقل القارئ إلى عوالم من الجمال والمتعة في وصف التاريخ والإطلالة على الراهن، فالقارئ يعبر جسراً من اللغة البديعة، يمتد من أعماق الماضي إلى اللحظة الراهنة، ويرسم صورة متألقة بعطرية شعرية عن مدينة الذيد في المنطقة الوسطى لإمارة الشارقة، تلك المدينة التي احتلت موقعاً استثنائياً بديعاً، حيث يمثل النخيل عنواناً لها، تلك الأشجار الشامخة التي تسقى من مياه القنوات النابعة من الجبال. ويبدع الكتاب في وصف تسيل معه اللغة، فتنتج صوراً ومشاهد بديعة.
والفلج وجمعها أفلاج هو قناة محفورة في باطن الأرض، أو على سطحها، قد تكون مغطاة أو مكشوفة، غرضها تجميع المياه الجوفية أو مياه العيون والينابيع الطبيعية أو المياه السطحية أو اعتراض وتجميع مياه السيول، فتنقل المياه المتجمعة من مواردها في قناة الفلج بتدفق طبيعي، وفلج الذيد ويسمى أيضاً فلج الشريعة كما جاء في الكتاب هو واحد من الأفلاج المنتشرة في الرقعة الزراعية للنخيل في الدولة، ويعود العمر التاريخي لهذه الأفلاج إلى حقبة العصر الحديدي (3000 ق.م)؛ أي أنها تنتمي لحضارات قديمة. والمؤلف يتناول ذلك البعد الحضاري، ويطوف بنا في عوالم البساتين ومسمياتها وذكرها في الشعر النبطي.
ووقّع الدكتور حمد بن صراي، وعلي المغني، مؤلفيهما «معجم الأدوات في التراث الإماراتي»، وهو مرجع ضخم يتناول الأدوات ووظائفها واستخداماتها في دولة الإمارات منذ الماضي السحيق وحتى الحظة الراهنة. ويصب العمل في صميم إعادة صياغة المشهد المحلي بدراسات أكاديمية معتمدة على التوثيق، فالكتاب يقتفي آثار «الأدوات»، ورمزياتها كعلامات دالة على البعد الحضاري والتراثي للمنطقة، حيث يهدف الكتاب إلى الكشف عن التراث الإماراتي وتوثيقه من أجل الحفاظ عليه، باعتبار أن ذلك العمل يصب في عمق الحفاظ على الهوية الوطنية.
ويقع الكتاب في 600 صفحة من القطع الكبير، وهو لا يكاد يترك شاردة ولا واردة من الأدوات في الإمارات إلا وضمها داخل صفحاته، إضافة إلى الصور والشرح والملاحق. ويمثل الكتاب أهمية كبيرة للدراسات الأكاديمية والجامعية على وجه الخصوص، وقد ذكر الدكتور حمد بن صراي ل«الخليج»، أن المؤلف عبارة عن بحث أكاديمي كبير في التراث المحلي، يلقي ضوءاً كثيفاً على كل ما له علاقة بالأدوات في دولة الإمارات، حيث يمثل كل حرف هجائي قسماً من الكتاب من الألف إلى الياء.
أما الباحث الجزائري الدكتور نجيب بن خيرة، فقدم للقراء دعوة لزيارة التاريخ العربي المجيد، من خلال مؤلفه «العصر العباسي.. دراسة في التاريخ والحضارة»، وتنبع أهمية الكتاب من كونه يخوض غمار البحث في مناطق أهملها تاريخ البحث في العصر العباسي، حيث يلقي الكاتب الضوء على حواضر ومناطق لم تشبع بحثاً؛ إذ إن التاريخ المتعلق بمرحلة العباسيين، دائماً ما يتناول حواضر شهيرة مثل العراق ومصر والحجاز والمغرب والأندلس. أما الكتاب فهو يتجه شرقاً إلى مناطق مثل: نيسابور، ومرو، وبلخ، وهرات، وسمرقند، وبخارى وغزنة. ويرى المؤلف أن تلك المناطق كان لها دور كبير وبارز في مسيرة الدولة العباسية، ولا تقل في أهميتها عن بغداد والقاهرة ودمشق والقيروان.
ووقّع المؤلف زياد أفرام، على كتابه «إدارة الموارد البشرية.. الحوافز المادية والمعنوية»، وهو صادر عن دار المؤلف للنشر والطباعة والتوزيع، وهو دراسة تهدف إلى التعرف إلى التحفيز على أداء الموارد البشرية وفقاً للأسس والمعايير الإدارية، ومعرفة ما إذا كان العنصر البشري يفضل الحوافز المادية أم المعنوية، وهل ستؤثر تلك المحفزات في إنتاجية الموظف.
الروايات والأعمال الإبداعية كانت حاضرة عبر العديد من المؤلفات، حيث وقع عمر طهوب على روايته «عائد إلى أثينا»، وهي من الأعمال السردية التي تحتفي بالمكان وبالإنسان الفلسطيني في المهجر، من بلد إلى آخر، حيث يعلق المكان في قلوب الوافدين إليه، فيرسخ عبقه وتفاصيله الروحية، فأحداث الرواية في أثينا، وبيروت وفلسطين مروراً بالأردن وأبوظبي وإيطاليا، وفي مخيم برج البراجنة.
وتخير الكاتب أثينا بالتحديد وجعلها عنواناً للعمل، من واقع التشابه الكبير بينها وبعض الأماكن في فلسطين، ولعل اللافت في الرواية هو تلك الأسلوبية البديعة في السرد، خاصة في وصف المناطق وأثرها على النفس.
أما الكاتب وسام سعيد فينتقد ظاهرة الإلحاد من خلال روايته (ممر آمن للشيطان)، وهي من إصدارات دار دون للنشر والتوزيع بمصر 2020، والرواية عامرة بالتجارب الإيمانية التي تحبب النفس في فضيلة الإيمان.
وعن الدار نفسها، صدرت رواية المجموعة القصصية «بعض مني وكلك»، للكاتبة المغربية ياسمين العيساوي، وترصد المؤلفة في العمل بعض الظواهر الاجتماعية، وتلقي الضوء على العلاقات الإنسانية في المجتمع العربي، وتُطل على قضايا مختلفة مثل المرأة واستقلاليتها، وتأخر الزواج، وغيرها من المواضيع الاجتماعية.
رواية «وعود المطر» الصادرة عن دار «دريم بوك»، أبدعت في نسج تفاصيلها وتشييد معمارها الدرامي، الكاتبة الإماراتية نوف بنت السويدي، وتتميز الرواية باللغة الشاعرية الجميلة وتوظيف الخيال بصورة مبدعة.
أما كتاب «الحب أمنية» للكاتبة هدى آل علي، فهو من إصدارات دار نبطي للنشر 2020، وفيه تتحرر المؤلفة من الأنماط المعروفة في الكتابة الأدبية، وتنتهج أسلوبية هي أقرب للشذرات والخاطرة، حيث ضم الكتاب عدداً من النصوص الوجدانية الجميلة.
وكانت المؤلفات المخصصة للأطفال والنشء حاضرة من خلال كتابين هما: «أجنحة طائرتي» للكاتبة رجاء ملاح، وكتاب «صديقتنا الغالية» للكاتب عبد الرحمن الدسوقي، وقد جاءت تلك المؤلفات في ثوب زاهٍ قشيب، حيث رُوعيت فيها عوامل الجذب للأطفال، وكانت الصور حاضرة في الغلاف والمتن.
نشر في الخليج 15148 بتاريخ 2020/11/08
أضف تعليقاً