لقاء جديد جمع بين الكتاب والقراء في ركن التواقيع في المعرض حيث دفع 15 كاتباً ب17 عنواناً جديداً في القانون، والتقنية الرقمية، والتنمية البشرية والاستثمار، وكتب الأطفال، وشتى أنواع المعرفة، في ما شكلت الكتابة الإبداعية حضوراً مميزاً في مشهد الركن عبر نصوص في الرواية والشعر والشذرات والخواطر.
دائرة الثقافة في الشارقة قدمت عدداً من المؤلفات المعرفية والأدبية، للعام 2020، حيث وقعت فتحية النمر على روايتها الجديدة «حكايات من حي النباعة»، والكتاب يحمل سرداً شاهقاً في معماريته الدرامية، من خلال قصص وحكايات متفرقة يجمع بينها فضاء مكاني وزماني واحد، في حي النباعة العريق في الشارقة، وهو المكان الذي تستنطقه الكاتبة وترصد وقائع اجتماعية منه، حيث إن له منزلة ووقعاً خاصاً في نفسها لكونه يمثل مرتعاً خصباً من مراتع طفولتها في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
الحكايات تنسال في الرواية من خلال سرد حميمي شائق، يشكل دفقة شعورية عاطفية بلغة وادعة يكثر فيها الوصف البديع للمعالم والأماكن والبيوت القليلة المتداخلة والمتشابهة، ولأنها كذلك، فقد ميزت الكاتبة كل بيت بشجرة من الأشجار المعروفة في الشارقة، فهنالك بيت السدرة، والنخلة، واللوزة، والورد و«الهمبوة»؛ نوع من الأشجار، فالرواية تحمل قصص الناس وعاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم، تتنقل بين أسرارهم وأوجاعهم وأفراحهم، ويرصد العمل لحظة التحولات العميقة من القديم إلى الجديد في الشكل والمضمون، حيث العمارات التي استطالت ليتوارى خلف ظلالها الممتدة أثرٌ قديم للمكان، والعادات الاجتماعية التي تحولت كذلك تبعاً للنقلة في نوع الحياة، ويكاد الوصف الأنيق بقوته يجعل القارئ كأنه يتجول بين طرقات وشوارع النباعة في صورتها القديمة التي تستعيدها الكاتبة وتنفض عنها غبار النسيان، فهي حكايات قد علقت بكل تفاصيلها الحميمة في ذهن المؤلفة، وظلت تغريها بأن تترجمها إلى سرد جديد ومختلف، ولعل أول ما سيلفت انتباه القارئ في الرواية، هو ذلك الغلاف البديع، الذي هو عبارة عن لوحة لإحدى واجهات بيوت الشارقة القديمة، يظهر التفاصيل العمرانية البسيطة والجميلة خاصة البوابات التي تبرز بشكل واضح في الغلاف كعنوان لتلك الفترة الزمنية بكل نفوذها وسطوتها على إنسانها.
ووقعت الكاتبة الدكتورة رانية أحمد رشيد شاهين على مؤلف حمل عنوان «البعد اللساني في النص القانوني»، وهو من سلسلة الرسائل الجامعية التي دأبت الدائرة على إصدارها، كما دفعت الدار بكتابين للأطفال هما: «روضتي السعيدة»، لشيخة الجويعد، وأرسم أحلاما، لمصعب يوسف بيروتية.
دار الآن ناشرون وموزعون، قدمت عدداً من الإصدارات الجديدة لعام 2020، فالكاتبة دينا معلوف وقعت على روايتها حنين وحياة، والعمل هو قطعة سردية مطرزة من نسيج لغة شاعرية راقية، وبوح رومانسي يعلق في القلوب، فالقارئ يجد نفسه متورطاً مع بطلة الحكاية، حنين، وقصتها مع الحياة، لكن الرواية لا تكتفي بحكاية البطلة، بل تضم قصصاً عن الحب والظروف، وعن كيف يفاجئ الحنين البعض فيشدهم نحو العلاقات القديمة التي هجروها. المتعة حاضرة في الرواية، ويكاد يكون التشويق هو عنوانها الرئيسي حيث يظل القارئ في لهاث لمعرفة المالات والمصائر للأبطال والشخوص وحكاياتهم، فالكاتبة نجحت في توظيف لغة بديعة جميلة من أجل صنع مادة سردية بسيطة ومهضومة.
أما الشاعر أحمد الأخرس، فقد قدم ديواناً أطلق عليه اسم دو ري مي، وكأن الكاتب يحاول أن يشير إلى أن نصوصه تحمل موسيقاها في داخلها، بل هي نقطة مهمة لكونها تتعلق بتماهي النص الشعري مع إيقاع الحياة، فهي نصوص تنتمي في معظمها لعوالم البوح الصوفي، وعوالم العرفان، ووهج العبارة التي تريد أن تحيط بالحياة وأسرارها لتجاري اتساع الرؤية وتعبر عنها.
فيما وقع الشاعر نوزاد جعدان، على ديوان أمشي على يدي، وعملين إبداعيين آخرين من إصدار دار أمل الجديدة، للطباعة والنشر والتوزيع، الأول نص مسرحي بعنوان عسس في ليل لا ينعس، وأخرى مجموعة شعرية هي سكاكين أليفة.
الذكاء الاصطناعي والصراع الإمبريالي، هو عنوان لكتاب دفع به مهدي حنا، وهو مؤلف يطل بصورة مبسطة على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، ومدى أهميته في الحرب بين الدول الكبرى؛ تحديدًا تلك الحرب بين الولايات المتحدة والصين الشعبية الدائرة رحاها الآن؛ إذ لا تخلو شبكات الإعلام بشكل يومي من تصريح – حتى لو كان عابرًا- للرئيس الأمريكي ضد الصين، الأمر الذي يعكس أهمية هذا الصراع الرأسمالي العالمي الطامح إلى قيادة العالم في السنوات القادمة، في ظل الظروف الدولية الراهنة والتقدم التقني الهائل في مجالات العلوم المتعددة؛ خاصة تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي.
وهو ليس كتابًا علميًّا بالمعنى الحرفيِّ للكلمة؛ إذ لا يتناول علوم الاتصالات المشغِّلة لتقنية الذكاء الاصطناعي إلا بمعنى الاستفادة منه تجاريًّا، وتوظيفه من قبل الإمبريالية ومشاريعها عدوانية الطابع والاستغلالية في الوقت نفسه، وبيان كيف سيتأثر البشر على مدار السنوات القادمة حين يفقدون وظائفهم لصالح الذكاء الاصطناعي وتقنياته المتطورة؛ فلا يمكن تناول العلوم من وجهة نظر النجاحات والاكتشافات العلمية فقط، بل يجب التركيز على هيمنة هذه العلوم وتوجيهها وعدم حيادتيها في الوقت نفسه.
أما الكاتب أحمد السويدي، فقد وقع على مؤلفه العقارات في الإمارات... فرص استثمار لا تنتهي، وهو المؤلف الذي من شانه أن يضع بين يدي القارئ أسرار الاستثمار في أسواق العقار في الدولة، وطرق الاختيار الأفضل.
ومن إصدارات دار مداد للنشر والتوزيع، وقع الدكتور جاسم عبد الرحيم، على مجموعة خواطر حملت عنوان لكل مغرمة، فيما وقع الدكتور محمد عبد الكريم على مؤلفه أقوى 5 طرق للتخلص من التشتت، وثريا محمد، على كتابها التوازن مبدأ كوني ومطلب إنساني.
وفي مجال المعلوماتية وأبحاثها، دفع الدكتور علي فتحي الشريف، بمؤلفه المستودعات الرقمية والوصول للمعلومات... دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً، من إصدارات داري النهضة العربية، القاهرة والنهضة العلمية، دبي، لعام 2020، وهو مؤلف يطل على عالم المستودعات الرقمية، والتي هي بمثابة الشغل الشاغل للمؤسسات والمتخصصين في مجال المكتبات في الوقت الحاضر باعتبارها من أبرز أدوات ووسائل الوصول الحر للمعلومات في عصرنا الرقمي.
قوة التصالح مع الذات، من إصدارات دار ملهمون 2020، للكاتبة الدكتورة وفاء محمد مصطفى، هو مؤلف في التنمية البشرية، ويركز على ضرورة التصالح مع النفس من أجل القدرة على اتخاذ القرارات الفورية، فيما وقعت الشاعرة إيمان بهنسي على ديوان شعر بعنوان أرتدي وطني، من إصدارات دار شعلة الإبداع للطباعة والنشر 2019، ويحمل نصوصاً تتغنى بالوطن.
نشر في الخليج 15150 بتاريخ 2020/11/10
أضف تعليقاً