السرد بهجة للكاتب والقارئ


جمعت فعاليات الدورة الأربعين من المعرض الكاتبين الجزائريين المقيمين في فرنسا، ياسمينة خضرا، وواسيني الأعرج، في ندوة أدبية حملت عنوان «الرواية وما حولها».
وقدم الندوة الإعلامي الإماراتي محمد حامد السويدي، مبدياً في تقديمه أهمية المعرض ودوره في إتاحة لقاء مثل هاتين القامتين، اللذين تتحدث عنهما رواياتهما، فخضرا هو الكاتب «محمد مولسهول»، وهو من أشهر الروائيين الجزائريين، حيث كتب حوالي 40 رواية تحول بعضها إلى أفلام، ونشرت مؤلفاته في أكثر من 50 دولة، ومن أهم أعماله «سنونو كابل» و«فضل الليل على النهار»، أما واسيني الأعرج، فروائي جزائري من أهمّ الأصوات الروائيّة في الوطن العربي، يدرس في جامعة الجزائر وجامعة السوربون في باريس، ومن رواياته «البيت الأندلسي»، و«مملكة الفراشة»، و«نساء كازانوفا».
ياسمينة خضرا، أكد في بداية حديثه أنه أديب جزائري يعتز بجزائريته، وأنه ليس فرنسياً وإن كان يقيم في فرنسا وعرف فيها أكثر من العالم العربي، متحدثاً عن أصل التسمية «ياسمينة خضرا»، وهو اسم زوجته.
وحول الرواية قال خضرا إن الأدب ثورة وكفاح وقضية إبداع، مستحضراً ومضات من سيرته في رحلة العالمية، حيث ولد في صحراء الجزائر سنة 1955، من عائلة جل أفرادها شعراء، وكان في بداياته يحاول أن يكون شاعراً حيث تأثر بشاعر العرب الكبير المتنبي، ليجرب السرد باللغة الفرنسية وينطلق في هذا المجال.
وعن الكتابة قال خضرا إن الكاتب يكتب ما يعنيه وما يظن أنه فهمه، حيث تناول في مجموعة من الروايات مسألة (الإرهاب الديني)، مفضلاً هذه التسمية عن (الإرهاب الإسلامي)، الذي ألصق بالإسلام وهو منه براء، مصححاً الصورة النمطية عن المسلمين، ومن هذه الأعمال رواية (خليل)، التي كانت ردة فعل على الخطاب التحاملي ضد العرب والمسلمين.
وأضاف: «هذه هي مهمة الأدب، فحين تدخل في الرواية تدخل في نفسك وفي الآخر، والكتاب هو أكبر صديق للإنسان، ويجب أن نعلم الأطفال والشباب أهمية ذلك، فالأدباء هم أفضل من يعلمنا، والكتب في الواقع تربينا»، مثمناً دور مثل هذه المعارض الدولية في إعلاء قيمة الكتاب للأجيال الجديدة.
الروائي واسيني الأعرج، استهل مداخلته أيضاً من حيث التسمية، مبيناً أن اسمه حقيقي، حيث اختارت له والدته أن يحمل هذا الاسم تيمناً برجل صالح اسمه «سيدي محمد الواسيني»، مبيناً أن الأسماء نفسها تحتاج لتفسير، ليدخل في تفاصيل أعماله وعوالم الرواية، التي هي عبارة عن رحلة، وسلسلة من الدخول في النفس البشرية بكسوراتها وإخفاقاتها وتوهجها، ومن خلال هذه الرحلة تولد روايات عظيمة أو متوسطة.
وقال: «لذلك الرواية قد تكلفك ذاتك، ويجب أن تضع في حسبانك هذه المخاطر، كما أنها فن النزول إلى الخطاب اليومي بكل رحابته، وهي ترتبط عندي بالسعادة، وعلى الكاتب أن يضع في ذهنه هذا الأمر، فمن الضروري أن يكون السرد مبهجاً».
وخصص واسيني الأعرج جزءاً كبيراً من حديثه حول تجربة كتابته لرواية ترصد حياة الأديبة اللبنانية مي زيادة، وكيف تتبع خطاها في مصر ولبنان وفلسطين، وزار مستشفى الأمراض العقلية الذي حجزت فيه، حيث كانت بدايته مع هذه الرحلة من خلال عبارة بسيطة كتبتها مي، مفادها «أتمنى أن أجد من ينصفني»، وقد كانت تلك بداية ميلاد عمل «مي.. ليالي إيزيس كوبيا»، والتي يراها إنسانة ظلمت من قبل المجتمع ومحيطها الأدبي، بما فيهم رموز الثقافة في عصرها كطه حسين والعقاد، ما جعلها تعيش حالة من الكآبة فتركن للعزلة، إضافة إلى تآمر ابن عمها جوزيف عليها طمعاً في مالها.
ودحض واسيني العلاقة الوهمية الذي يتحدث عنها الناس بينها وبين جبران خليل جبران، حيث تبين له من خلال الغوص في المراسلات أنها كانت علاقة صداقة وإعجاب شديدين بينهما ولم تكن حباً، مشيداً بالموقف النبيل للكاتب أمين الريحاني في مساندتها، حيث ناضل سنوات إلى جانبها، وكتب كتابه «قصتي مع مي».


نشر في الخليج 15513 بتاريخ 2021/11/08


الرابط الإلكتروني : https://www.alkhaleej.ae/2021-11-08/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D8%AF-%D8%A8%D9%87%D8%AC%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A6/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9/%D8%AB%D9

المزيد من الأخبار في الأنشطة والفعاليات- الخليج 15513

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33325
المؤلفون
18459
الناشرون
1828
الأخبار
10188

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة