الحركة الثقافية والعلمية في مرحلة التمكين وآفاق المستقبل كانت أول من أمس عنوان جلسة حوار مع د. علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وتحدث فيها عن مرحلة التمكين وكيف استمرت ركائزها وأهمية هذه الركائز والعناوين التي مضت فيها السفينة على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وقال ابن تميم: حين تولى المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2004، كان التحدي الأكبر الذي وجده أمامه هو كيف ستستمر الدولة بالقوة نفسها التي بدأتها من زمن القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد، وما هي الركائز والعناوين العريضة التي سيطرحها الشيخ خليفة لبث الثقة في النفوس بأن السفينة ماضية في طريقها على هدي الوالد ونهجه، ولصياغة عناوين جديدة لمرحلة «ما بعد التأسيس»، تكون قادرة على استيعاب الطاقات الوطنية المتحفزة وفق خطط نوعية جديدة. وخلال فترة قصيرة، استطاع الشيخ خليفة أن يبلور ما عرف باستراتيجية التمكين.
وأضاف قائلاً: كانت استراتيجية التمكين منظومة متكاملة للنهوض بجميع مفاصل الدولة وقطاعاتها، وهي منظومة تستمد أهميتها من كونها تؤسس على ما بناه الأب المؤسس الشيخ زايد، وتتضمن خطة مُحكمة للعمل تفضي إلى مزيد من النجاح والازدهار.
وتحدث ابن تميم عن التمكين في الجانب الثقافي، مبيناً أن البعد المعرفي والثقافي هو أحد أبعاد التقدم والرقي المهمة، وهو البنية الأساسية لكل أشكال التنمية الأخرى. وأشار إلى أن المكونات الثقافية لمجتمع الإمارات تتميز بالتنوع الثقافي والإثني، وقد أدرك، طيب الله ثراه، ضرورة الحفاظ على هذا النموذج الفريد، حيث يعيش على أرض الدولة أكثر من 200 جنسية، مؤكداً أن هذا التنوع عامل قوة للدولة والمجتمع، وأن نموذج التسامح الإنساني القائم في الإمارات هو الرد العملي على أطروحة صِدام الحضارات.
ثم انتقل ابن تميم بحديثه عن ثنائية الأصالة والحداثة، حيث حرص الشيخ خليفة «رحمه الله» على الجمع بينهما، من خلال تأسيس المتاحف ومراكز الأبحاث والأرشفة الوطنية والهيئات الثقافية المسؤولة عن الثقافة والفنون ومرادفاتها، مؤكداً أهمية متاحف عالمية مثل «اللوفر» و«جوجنهايم» ومؤسسات أكاديمية كبرى، مثل السوربون وجامعة نيويورك.
وتابع د. ابن تميم متحدثاً عن مجتمع المعرفة، مشيراً إلى جائزة الشيخ زايد للكتاب، وبرنامج أمير الشعراء، وجائزة خليفة التربوية، وهي مبادرات جعلت أبوظبي محجة المبدعين. ثم تناول التعليم باعتباره مكوناً من مكونات الثقافة، وأشار إلى أن معدل استيعاب المواطنين في التعليم العالي هو أعلى المعدلات عالمياً. وتطرق ابن تميم إلى تجديد الخطاب الديني موضحاً أن أهميته تنبع من المكانة المتميزة للدين في المجتمع الإماراتي وتأكيد الشيخ خليفة، رحمه الله، على فكر التسامح في مواجهة تنامي التطرف وانتشار والإرهاب في بعض المجتمعات العربية والإسلامية. وختم كلامه مستعرضاً الأيادي البيضاء للشيخ خليفة على اللغة العربية وحرصه على النهوض بها، وتأكيده على أن اللغة العربية هي قلب الهوية الوطنية ودرعها وروح الأمة ووعاء فكرها وتراثها.
نشر في الإتحاد 17127 بتاريخ 2022/05/29
أضف تعليقاً