امتلكت أماني الشحي شغف القراءة وحب الاطلاع والبحث عن المعرفة بين أروقة المؤلفات، واهتمت بمتابعة جديد الإصدارات وتقييم الأعمال الأدبية بطريقة جديدة ومبتكرة تساهم في نشر الوعي والثقافة لدى القراء والمتابعين، حيث أنشأت أول حساب في مواقع التواصل الاجتماعي لتقييم الكتب.
تتمتع الشحي بحضورها المتميز، ورؤيتها العميقة في مجال الثقافة على الرغم من صغر سنها، ولكنها رسمت خطاً خاصاً بها، وتفردت بإرساء مفهوم القراءة بطريقة تقييم المؤلفات وتوضيح الكتاب للقارئ بصورة مبسطة.
وقالت الشحي، لـ«الاتحاد»: «زرع والدي في داخلنا حب العلم والقراءة منذ الصغر وكان يصر دائماً على التعليم والتفوق الدراسي وأيضاً على تحقيق جميع أهدافنا وطموحاتنا. حيث أصبحت اليوم طالبة دكتوراه بتخصص (القيادة والتأثير) وحاصلة على ماجستير في إدارة الجودة، وبكالوريوس إعلام تطبيقي وأيضاً دبلوم في إدارة الأعمال والتكنولوجيا». مضيفة، «اختلاف كل تلك التخصصات التي درستها، زرع في داخلي عشق التحدي والمثابرة والإصرار على تطوير شخصيتي والارتقاء بذاتي، وجعلني لا أتوقف عند نقطة معيّنة في التعلم والاستقاء من نبع المعرفة».
وتابعت الشحي: والدي صالح أحمد الشحي من رواد تأسيس المكتبات العامة في إمارة رأس الخيمة، له التأثير الأكبر في حياتي، ما جعلني أقف متأملة عند هذا الإنجاز والاهتمام الذي كنت أراه من قبل والدي تجاه الكتب والإصدارات والمؤلفات منذ طفولتي، وهو يسافر ويبحث عن الكتب القيّمة والمجلدات النادرة واهتمامه البالغ بالقراءة والإطلاع، وإهدائه لي مجموعات قصصية للأطفال. وذكرت: «كبرت وكبر معي ذلك الحب، حب القراءة، وأصبحت بعد انتهائي من قراءة أي كتاب أتوجه إلى والدي وأقوم بمناقشته حول ما قرأت إلى أن قال لي يوماً، لم لا تقومين بمناقشة أشخاص آخرين حول ما تقرئينه من كتب؟ وفعلاً بدأت بالتفكير بطريقة لأجمع كتبي في مكان واحد وأقوم بتحليلها ومشاركة الناس هذه التحليلات، فاتجهت إلى تطبيق «الإنستغرام» وقمت بإنشاء حساب أسميته (كتب أماني)، حيث قمت من خلاله بمشاركة المتابعين العديد من الكتب التي قمت بقراءتها، وخلال فترة بسيطة أصبح عدد المتابعين للحساب يفوق المائتي ألف».
وأوضحت الشحي: «لم أكتف بقراءة الكتب وتحليلها، بل قمت بمبادرات تدعم القراءة، ومنها: مبادرة كتاب الطائر، صندوق السعادة، الكتاب العملاق، والعديد من تحديات القراءة المختلفة. كما أسست مبادرة في بداية جائحة كورونا أسميتها (كتاب لك.. ولغيرك) والتي من خلالها شجعت القراء على قراءة الكتب أثناء هذه الفترة الصعبة واستغلال الوقت بشكل صحيح»، مشيرة إلى أنها استطاعت تقديم العديد من الدورات المختلفة حول أهمية القراءة في جهات حكومية وخاصة للموظفين والطلاب في الجامعات والمدارس بعد حصولها على رخصة مهنية للتدريب والتطوير. كما أصبحت مذيعة ومعدة برامج في إحدى الجهات الإعلامية والتي قدمت من خلالها برامج ثقافية تحمل رسائل مختلفة للمستمعين والمشاهدين.
وقالت الشحي: «كثيرة هي الإنجازات، ولكن المميز منها هو تواصل المجلس الوطني للإعلام وترخيص الحساب بشكل رسمي كأول حساب لتقييم الكتب في دولة الإمارات، كما تم تصنيفي كمؤثر من الجانب الثقافي من قبلهم، وهذا ما جعلني أن أكون اليوم رائدة لمبادرات القراءة في دولة الإمارات، ما أفرحني كثيراً وما زرع في داخلي الإصرار على الاستمرار في العطاء الثقافي ونقل الأفكار الإيجابية التي أحصدها من القراءة للآخرين»، مؤكدة: «تلك الحوافز التي حصلت عليها جعلتني أقوم مؤخراً بتأسيس مبادرة بعنوان «كتاب الصيف»، ومن خلالها نختار عدداً من الكتب ونقوم بقراءتها لاستغلال إجازة الصيف في الإبحار مع الكتب إلى عوالم مختلفة».
نشر في الإتحاد 17205 بتاريخ 2022/08/15
أضف تعليقاً