تأثير العربية على الإسبانية كبير ويكشف عمق العلاقات بين الثقافتين اللاتينية والعربية


أكد الشاعر والروائي سلطان العميمي رئيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات أن حجم حضور المفردات العربية في اللغة الإسبانية لا يعكس تاريخ وجود العرب في الأندلس على مدار ثمانية قرون وحسب وإنما يكشف حجم المشتركات الثقافية التي تجمع العرب مع الناطقين في الإسبانية وخاصة المكسيكين مشيراً إلى أن للغة تأثير كبير على تجاوز الفجوة مع الآخر.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية أقيمت ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب بالمكسيك تحدث خلالها العميمي إلى جانب الكاتب مويسيس غاردينيو غارسيا وتناولت تاريخ المعاجم العربية وتطورها والمسار التاريخي الذي تأثرت به اللغة الإسبانية باللغة العربية.
واستهل العميمي الجلسة بالإشارة إلى أنه خلال زيارته للمكسيك مع وفد إمارة الشارقة ولقائه المباشر مع الشعب المكسيكي تعمقت معرفته بطيبة ولطف هذا الشعب واكتشف كم هو يشبه في الكثير من سماته الشعوب العربية.
وفي حديثه عن تاريخ المعاجم العربية ، قال العميمي إن علم صناعة المعاجم ظهر في الثقافة العربية بصورة مبكرة وبدأ في القرن الثامن الميلادي وكان سابقاً لمختلف العلوم إلا أن اللافت في هذه الصناعة هو تاريخ روادها والعاملين فيها فالمتابع يجد أن الكثير منهم لم يكن عربياً مثل الجوهري والأزهري وغيرهم ممن عاشوا في البلاد العربية وعملوا في صناعة المعاجم وهو ما يشير إلى أن الحضارة العربية ظلت تاريخياً حاضنة للكثير من الثقافات وفتحت بابها وقدمت نموذجاً حضارياً يبين أن نهضة الحضارات تأخذ شكلاً قوياً باحترام وتقدير التنوع والاختلاف.
وأوضح العميمي أن عدد الكلمات الإسبانية التي يعود أصلها إلى اللغة العربية يبلغ 4 آلاف كلمة ، منوها إلى أن هذا الكم من الكلمات يكشف أشكالاً متعددة من تأثير اللغة العربية على الإسبانية فهنالك تأثر على المستوى الصوتي مثل ظهور حرف الخاء في اللغة الاسبانية وهنالك تأثر يظهر على المستوى المعجمي ويبرز في الكلمات التي انتقلت مشافهة وليست كتابة بالإضافة إلى التأثير الصرفي والتأثير القائم في اللغة المخترعة للإنسان مثل التي يبتكرها لتدل على صوت أو حركة وتكون مرتبطة بهذه الحركتين ككلمة دق أو طرق في العربية.
من جانبه أكد مويسيس غاردينيو غارسيا حجم حضور اللغة العربية في الإسبانية مشدداً على أن هذا الحضور رغم قوته في كشف العلاقة الثقافية التاريخية بين الناطقين بالإسبانية والعرب إلا أنه اليوم يواجه الكثير من التحديات أهمها يتجسد في صورة العرب لدى المكسيكيين التي تقدمها بصورة غير دقيقة وليست واضحة بعض وسائل الإعلام.
ولفت إلى أن المكسيكيين بحاجة إلى التواصل الحي والمباشر مع العالم العربي مثل التفاعل الذي تقدمه إمارة الشارقة في معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب مؤكداً أن الحوار والتواصل مع مثقفين وأدباء وكتاب عرب من شأنه أن يسد الفجوة في معرفة جوهر وأصالة الثقافة العربية وراهنها اليوم.
وحول فرص تعلم اللغة العربية في المكسيك أشار غارسيا إلى أنها قليلة وتكاد تكون غائبة وتحتاج إلى المزيد من الدعم والاهتمام لتكون بوابة مفتوحة للمكسيكين على العالم العربي متوقفاً عند تنوع لهجات اللغة العربية وما تمثله من عائق أمام غير الناطقين باللغة العربية .. لافتا إلى أن الحديث عن الاختلاف في اللهجات يقودنا إلى الحديث عن واقع اللغة العربية اليوم في ظل العولمة ودخول مفردات أجنبية عليها فالأمر -برأيه- يتطلب بحثاً ودراسة لإظهار قوة المعاجم في تجاوز مجمل هذه التحديات وتأثيرها على اللغة العربية.


نشر في وام بتاريخ 2022/11/28


الرابط الإلكتروني : http://www.wam.ae/ar/details/1395303106486

المزيد من الأخبار في الأنشطة والفعاليات- وام

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33325
المؤلفون
18459
الناشرون
1828
الأخبار
10188

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة