خليل العيلبوني بمجمع اللغة العربية بالشارقة : حببوا أولادكم في لغتنا الجميلة


استضاف مجمع اللغة العربيّة بالشارقة الشّاعر الدكتور خليل العيلبوني، في جلسة حوارية بعنوان «كيف نُحبّبُ العربيّة إلى قلوب أبنائنا؟»، ضمن احتفال المجمع بشهر القراءة في دولة الإمارات.
وفي بداية الجلسة، رحب الأمين العام لمجمع اللغة العربيّة بالشارقة الدكتور امحمد صافي المستغانمي، بالدكتور العيلبوني، واصفاً إياه بـ«الشّاعر والإعلامي الذي لا يُشق له غُبار». واستعرض أهمّ إنجازاته منذ انتقاله للعيش في أبوظبي، بعد تجربة عمل ثريّة عمل فيها مذيعاً في إذاعة «صوت العرب» بالقاهرة، إلى جانب مسيرته الشِّعرية التي أصدر خلالها عدداً من الأعمال الأدبيّة والبحثيّة من بينها كتاب «شاعر وقصيدة» و«أبوظبي زمن البدايات» و«التسامح من خلال القيادة الرّشيدة لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة» إضافة إلى ديوانه «ثلاثيّات الخليل».
واستهل العيلبوني مداخلاته بالإجابة عن سؤال مدير الجلسة هشام سعيد «كيف أحببتم العربيّة؟»، قائلاً: «عشقت هذه اللّغة منذ طفولتي بتشجيع من أُسرتي على تعلّمها، فقد كان الأهل يفرحون في الماضي عندما يعود طفلهم وهو حافظ لسورة من القرآن الكريم، ويفخرون بإجادته للعربيّة الفصيحة»، وانتقل إلى عقد مقارنة بين تعليم اللّغة قديماً وحديثاً، مشيراً إلى اهتمام الأُسر العربيّة اليوم بتعليم أبنائها اللّغة الإنجليزيّة على حساب الاعتناء بلغتهم الأمّ.
وأضاف: «لم تَعُد العُروبة عنصراً أو جنسيّة، إنما هي لسان، فمَن تكلَّم العربيّة فهو عربي، وهناك من يتكلّمون العربية وليسوا عرباً، وكثيراً ما أُفاجَأ بمن يتحدثون بها بصورة أكثر اتقاناً من العرب، هذه ظاهرة يجب أن نقف عندها بتأمّل ولا يكتفي أن نشجب ونستنكر، المفيد أن نبحث عن الطّرق والأساليب التي تجعلنا قادرين على جعل هذه اللّغة مُحبَّبة لدى الجيل الجديد»، مشدداً على ضرورة أن يتعلم الأطفال اللّغات الأجنبيّة، كالإنجليزيّة والفرنسيّة واليابانيّة والصّينيّة، ولكن دون إغفال العربيّة.
وعن كيفية تحبيب اللغة العربيّة للأطفال، استشهد بتجربته الشخصية في التدريس: «عندما يدخل أستاذ الصف وهو عبوس متحدّثاً بطريقة مخيفة، فإن الطفل لا يستطيع الفهم حتى لو كان يرغب في التّعلّم» مؤكِّداً أهمية التودُّد إلى الأطفال ومعاملتهم كأصدقاء لكسر حاجز الخوف، والابتعاد عن التّلقين الذي لا تفيد الطالب، وهو ما جرّبه شخصياً مع ابنته؛ ففي أثناء رحلاتهم بالسيّارة؛ كان لا يتحدَّث إليها إلّا بالعربيّة الفصيحة، وهو ما لاقى استجابة من ابنته واستحساناً، لتصبح بعدها متقنة للّغة الفصيحة.
وشدّد العيلبوني على أهمية تقدير المعلِّم، مع ضرورة تدريس الوسائل والأساليب التي يمكن للمعلِّم أن يفيد الطالب بها عبر دورات خاصة للمعلِّمين، وألّا يكون اختيار المعلم لتخصّص اللّغة العربيّة تحصيلَ حاصل، بل ينبغي أن يكون نابعاً عن الحُبِّ والشَّغف باللّغة، مؤكِّداً أنَّ اللُّغة لا تحتاج إلى رسائل دكتوراه، بل إلى معرفة ورغبة في تعليمها بتمكن واقتدار.
واختتم العيلبوني الجلسة بالحديث عن تجربته الشِّعرية، التي ارتبطت بسنوات عمره الأُولى، لافتاً إلى أنَّه تعلَّق بالشِّعر منذ قراءته لعدد من الشّعراء الكبار، كان من بينهم مالك بن الرّيب، والأخطل الصّغير، وأحمد شوقي، الذين شكَّلوا البذرة الأُولى لمَلَكته الشّعرية، لينتقل بعدها إلى إلقاء عدد من قصائده الخاصّة، التي لاقت استحسان الحاضرين وتفاعلهم، خاصةً مع قراءته قصائد جديدة كتبها خصّيصاً للاحتفاء باللغة العربيّة، وبشهر القراءة في دولة الإمارات.


نشر في الإمارات اليوم 6248 بتاريخ 2023/03/15


الرابط الإلكتروني : https://www.emaratalyoum.com/life/culture/2023-03-15-1.1728392

المزيد من الأخبار في شهر القراءة - مارس- الإمارات اليوم 6248

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33325
المؤلفون
18459
الناشرون
1828
الأخبار
10188

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة