تحت عنوان «كيف يمكننا أن نبني في وئام مع الطبيعة؟»، قدمت الكاتبة والمهندسة ساندرا بيسيك ندوة في «نادي تواصل العقول» بمدينة دبي إكسبو، أمس، وتناولت كتابها «الموئل: العمارة المحلية لمناخ متغيّر»، لتناقش من خلاله العلاقة بين التغير المناخي والعمارة المستدامة. وشارك في الجلسة الباحثان الإماراتيان في مجال التخطيط الحضري أحمد وراشد بن شبيب، وذلك بهدف جمع أكثر من تجربة حول الاستدامة في العمارة.
وسلطت الندوة الثانية لنادي تواصل العقول للكتاب، المبادرة التي أطلقتها مدينة إكسبو دبي بالشراكة مع مؤسسة الإمارات للآداب، الضوء على المناخ والبناء المستدام، وحول هذه الندوة، قالت المدير الأول في مجموعة إكسبو دبي، لانا عبدالحميد، لـ«الإمارات اليوم»: «منذ انطلاق (نادي تواصل العقول) في مدينة دبي إكسبو، أكدنا تركيزنا على مفهوم الاستدامة ضمن محاور مختلفة، لذا نحن ننظر إلى الكلمة المكتوبة في تحفيز الناس ورفع الوعي وبناء مجتمع شغوف بمفهوم الاستدامة، يحمل فكراً مختلفاً حول الدور الشخصي والدور الجماعي في هذه القضايا». وأضافت: «اخترنا الحديث عن كيفية بناء مدن المستقبل بما يتوافق مع تحديات التغيّر المناخي، إلى جانب العودة للأساليب القديمة في البناء، والتي كانت تتميز بتقديمها أشكال بناء تحترم البيئة». ولفتت عبدالحميد إلى أن الكتاب الذي أنجزته الدكتورة والمهندسة ساندرا بيسيك، موضوع الندوة، هو ثمرة عمل استمر لسنوات طويلة، وقد تم إطلاقه في الأمم المتحدة أخيراً، ويستمد أهميته من كونها قامت ببحثها في منطقة الشرق الأوسط.
بينما أكدت الدكتورة ساندرا بيسيك، أن أهمية الندوة التي قدمتها، تستمد من كون موعدها يأتي قبل انطلاق «كوب 28»، ولاسيما أن الإمارات تسلط الضوء على التغيّر المناخي. وأشارت إلى أن الكتاب الذي قدمته هو ثمرة دراسة استمرت ما يقارب ثماني سنوات، وقد قامت بالبحث خلال هذه السنوات في الإمارات السبع، فضلاً عن مجموعة من البلدان، مشددة على وجود ارتباط وثيق بين البناء والتغير المناخي. وأعربت عن فرحها بنجاح النسخة الثانية من الكتاب وبكونه قدم بخمس لغات، وهي الفرنسية والألمانية والإسبانية والإنجليزية بنسختين، إلى جانب إطلاق النسخة اليابانية قريباً. وشددت بيسيك على أهمية النظر إلى فكرة الارتباط بين المناخ والبناء، موضحة أن الإمارات كانت تستخدم أوراق النخيل في البناء، وهي علاقة متميزة مع الطبيعة، فهذه النخلة التي تحمل خصائص غذائية مهمة، قد تم تطوير استخدامها لبناء منازل، وكذلك بعض المنتجات الخاصة بالنساء، وهي طريقة متميزة في الاستدامة، ومن المهم العودة إلى بعض هذه العادات لحياة مستدامة، مشيدة بتجربة الإمارات والإجراءات التي تتخذها لحماية البيئة.
وأكدت الدكتورة بيسيك أن الدراسات بينت أن المدن تنتج ما يقارب 70% من انبعاث ثاني أوكسيد الكربون، والطريقة التي تم فيها بناء العالم بعد الثورة الصناعية حملت الكثير من الآثار السلبية على البيئة، ولهذا لابد من العودة إلى النظام البيئي الصحي، والتخلي عن العادات التي تسبب الكثير من النفايات. ورأت المهندسة البولندية، أن النظام البيئي النظيف مهم جداً، وبالعودة الى المناخ الصحراوي، يمكن ملاحظة كيف بنى الناس منازلهم بطرق تناسب البيئة وتسمح بالتهوية، ولهذا فإنه من الممكن الاستناد إلى الطرق القديمة لخلق بيئات مستدامة، كما أنه من الممكن للبيئة المستدامة بناء نظام زراعي مستدام وهذا يوفر الكثير من الأضرار الناتجة عن شحن الخضار، فيما تزيد زراعة أشجار النخيل من الطرق الطبيعية للبيئة المستدامة.
نشر في الإمارات اليوم 6427 بتاريخ 2023/09/14
أضف تعليقاً